ما وراء الخبر

أميركا تخفض قواتها بالمنطقة.. لماذا الآن وكيف سيؤثر ذلك على دول الخليج؟

أكد الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات الدكتور لقاء مكي، أن قرار الإدارة الأميركية بتخفيض حجم قواتها بمنطقة الخليج ليس جديدا، وأن واشنطن اتخذت هذا القرار للحفاظ على مصالحها الخاصة.

وأوضح مكي في تصريحات لبرنامج "ما وراء الخبر" في حلقة (2021/4/1)، أن الرئيس الأميركي جو بايدن باتخاذه قرار تخفيض الوجود العسكري الأميركي بمنطقة الشرق الأوسط، إنما يواصل عمليا تنفيذ السياسة التي بدأها الرئيس باراك أباما ومن بعده دونالد ترامب.

وقال مكي إن الولايات المتحدة ومنذ عام 2010، وعندما أحست بخطر تنامي النفوذ الصيني في الشرق الأقصى، قررت تحريك قواتها من الشرق الأوسط وتعزيز وجودها في منطقة الشرق الأقصى لوضع حد لتنامي النفوذ الصيني، في منطقة تعتبر منطقة نفوذ أميركي.

وبحسب مكي فإن الولايات المتحدة عندما اتخذت هذا القرار فكرت بمصلحتها وبحماية مصالحها، ولم تفكر بمصلحة قادة أو شعوب منطقة الشرق الأوسط، الذين بات عليهم أن يجدوا الطريقة الأنسب لهم لحماية دولهم واستقرارهم.

وفي هذا الإطار انتقد مكي عدم سعي دول عربية وإسلامية للتكاتف معا وتشكيل أحلاف قوية لمواجهة الأخطار التي تتهدد هذه الدول، مشيرا إلى أنه كان يتعين على الدول الإسلامية التحالف مع باكستان التي تعتبر الدولة الإسلامية الوحيدة التي تمتلك القوة النووية، كما انتقد تحالف البعض مع إسرائيل، حيث إن هذا التحالف سيزيد من قوة إسرائيل ولن يمنح الحماية للدول العربية المتحالفة معها.

أما الدكتور سامي الفراج مدير مركز الكويت للدراسات، فاعتبر أن تخفيض الوجود العسكري الأميركي بالمنطقة لا يعني بالضرورة تقليل نوعية الوجود العسكري الأميركي، مؤكدا أن التطور التكنولوجي الذي أثر على كل المجالات بما فيها العسكرية، جعل القدرات العسكرية غير مرتبطة بحجم القوات أو العتاد العسكري.

وقال الفراج إن أميركا تدرك أنه من الخطأ أن تتخلى أو ترفع يدها عن منطقة الشرق الأوسط، حيث هي منطقة نفوذ أساسية لها، بوجود حلفائها الذين يتعين عليها حمايتهم.