ما وراء الخبر

بعد الإجماع بمحلس الأمن للمرة الأولى.. هل تستجيب القوى الدولية وتسحب المرتزقة من ليبيا؟

قلل الكاتب الصحفي الليبي محمد البويصير من الإجماع الدولي داخل مجلس الأمن وللمرة الأولى على سحب كافة قوات المرتزقة من ليبيا تمهيدا لإعادة الاستقرار لهذا البلد الذي أنهكته الحروب المتواصلة منذ سنوات.

وشبه البويصير دعوات مجلس الأمن الدولي بصلاة بابا الفاتيكان، فهو -أي المجلس- يصلي في اتجاه وما يحدث على الأرض يسير باتجاه مغاير، مشددا على أن دعوات مجلس الأمن ستظل بلا قيمة تذكر طالما أن المجلس لا يملك مخالب وأنيابا يستطيع معها أن يحول أمنياته إلى حقائق على الأرض.

وأكد في تصريحات له لبرنامج "ما وراء الخبر" أنه بعد ساعات من دعوة المجلس الدولي اتصل بأصدقائه في ليبيا، والذين أكدوا له تمركز وتموضع قوات الفاغنر المرتزقة الروسية من منطقة جفرا حتى مدينة سرت، مما يعني أنه لا أثر على الأرض لما طالب به المجلس الدولي.

وبحسب الصحفي الليبي، فإنه لن يكون هناك حل في ليبيا ما لم يتم التوصل إلى اتفاق سياسي بين اللاعبين الأساسيين فيها، وهما تركيا وروسيا اللتان تتنافسان على ثروات ليبيا، وبالدرجة الثانية دول إقليمية ودولية أخرى مثل الإمارات ومصر.

بدوره، شدد السفير البريطاني السابق في ليبيا بيتر ميليت على أن مجلس الأمن لا يمكنه أن يتدخل بالقوة العسكرية لإعادة الاستقرار إلى ليبيا، وهو الأمر الذي لا يريده الليبيون أيضا.

لكن ميليت بدا أكثر تفاؤلا بعد الإجماع الدولي الذي حدث للمرة الأولى في مجلس الأمن بشأن الموافقة على سحب كافة قوات المرتزقة، وهو الأمر الذي يعكس رغبة حقيقية دولية لإنهاء الأزمة في ليبيا.

وقال الدبلوماسي البريطاني إن تقرير الخبراء الدوليين الذي ينتظر صدوره خلال الأيام المقبلة سيحدد بالضبط طبيعة قوات المرتزقة المنتشرة في ليبيا، كما أنه سيحدد الدول التي انتهكت فرض حظر تصدير السلاح إلى ليبيا.

لكن الصحفي الروسي أندريه أونتيكوف أنكر وجود قوات مرتزقة روسية في ليبيا، وقال إنه إن وجدت قوات فهي بشكل فردي وغير مدعومة من الدولة الروسية التي يحرم القانون فيها على أي مواطن روسي القتال خارج حدود الدولة بدون مظلة الجيش الوطني، كما يمنع الروس من المشاركة في العصابات القتالية.

وتساءل: إذا كانت هناك قوات فاغنر روسية فلماذا لم تظهر جثة لأي مقاتل طوال هذه السنوات؟ لكنه أكد أن تأييد روسيا دعوة مجلس الأمن الدولي لإخراج المرتزقة يؤكد استعداد روسيا للعمل مع كافة اللاعبين في ليبيا والقوى الدولية لدعم عودة الاستقرار لهذا البلد.