موسكو والدوحة على خط الوساطة.. هل اقتربت ساعة العودة إلى الاتفاق النووي؟
وأوضح كورتونوف -في حديث لحلقة (2021/2/9) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن على الولايات المتحدة العودة إلى الاتفاق باعتبارها الطرف الذي انسحب منه.
وأضاف أنه بعد عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق، سيبدأ الحديث عن الإجراءات التي يجب على إيران أن تتخذها، إضافة إلى التعويضات التي ستقدم لإيران، مشيرا إلى أن هذه العملية تحتاج إلى وقت طويل.
ورغم إقراره بأن هذه الخطوات تبدو كمطالب إيرانية خالصة؛ إلا أن كورتونوف أشار إلى أن أي بديل عن هذه الخطة سيكون أسوأ منها.
من جانبه، قال أستاذ الصراعات الدولية بجامعة "جورج ميسون" محمد الشرقاوي إن الموقف الروسي يبدو متمسكا بالاتفاق النووي بصيغته الأصلية باعتبار روسيا من الدول الموقعة عليه، مشيرا إلى أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تدرك طبيعة الدور الروسي، وما إذا كان دفاعا عن مصالح مشتركة مع إيران، أم أن له أبعادا إستراتيجية خفية؟
وأضاف الشرقاوي أن روسيا في هذه المرحلة لا يمكنها أن تقوم بالوساطة بشأن الاتفاق النووي ما لم تكن محايدة وممسكة بالعصا من المنتصف، على حد تعبيره.
دول الخليج
أما عن موقف دول الخليج من الوساطة الروسية في الملف النووي الإيراني، فرأى الكاتب والمحلل السياسي حسين جمال أن مواقف هذه الدول متفاوتة، وفق مصالحها؛ لكنه أكد على أن هذه الدول ترغب في التوصل لاتفاق سلمي، يبعد شبح الحرب عن المنطقة.
وأضاف جمال أن كل المؤشرات تقول إن قطر ستكون المحطة القادمة للوساطة والمباحثات بين طهران وواشنطن.
وفي حين تجمع الأطراف كلها على ضرورة العودة إلى الاتفاق النووي، فإن هذه الأطراف لا تتفق على خارطة طريق تقود إلى الهدف المنشود.
هدف دخلت على خطه أطراف عدة، بينها روسيا التي قال مندوبها لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، إن الولايات المتحدة وإيران بحاجة إلى خريطة طريق تسمح بالعودة إلى الاتفاق النووي في أقرب وقت.
وشدد أوليانوف على ضرورة أن تراعي العودة إلى الاتفاق النووي رفع العقوبات المفروضة على إيران، وعودة طهران إلى الامتثال لبنود الاتفاق.
ورأى المسؤول الروسي أن الاتصال بين واشنطن وطهران ضروري لإحراز تقدم في الاتفاق النووي، مشيرا إلى أنه سيكون من المقبول عقد اجتماع غير رسمي متعدد الأطراف بموجب الاتفاق النووي؛ لأن الإيرانيين غير مستعدين لاتصالات ثنائية مع الأميركيين، وفق تعبيره.
ورحب المسؤول الروسي بالتغييرات، التي وصفها بالمهمة والإيجابية في الموقف الأميركي، وأعرب عن استعداد موسكو للتعاون مع واشنطن من أجل إحياء الاتفاق النووي.
أما الرئيس الإيراني، حسن روحاني، فتطرق في كلمة له إلى موضوع العودة للاتفاق النووي، وقال إنه لا يمكن لأي طرف أن ينتظر من إيران اتخاذ الخطوة الأولى؛ لأنها لم تنسحب من الاتفاق النووي.
وأضاف روحاني أنه إذا عادت مجموعة (5+1) إلى التزاماتها ضمن الاتفاق النووي، فستعود إيران وتعمل بجميع التزاماتها. وشدد الرئيس الإيراني على أن الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق النووي، وعليها أن تعود له أولا، وأن تتخذ الخطوة الأولى.
وكان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، قد قال إن بلاده ستعود إلى الاتفاق النووي مع إيران إذا التزمت طهران بتعهداتها الواردة في الاتفاق. وأضاف أن بلاده ستعمل مع حلفائها للتوصل إلى اتفاق أقوى وأطول، بالإضافة إلى معالجة قضايا أخرى مثل صواريخ إيران وسلوكها المزعزع في المنطقة، على حد وصفه.