ما وراء الخبر

مرحلة مختلفة وقواعد جديدة تنظم العلاقة بين أميركا والسعودية.. ما الذي سيغيره بايدن؟

قال المستشار السابق بوزارة الخارجية السعودية سالم اليامي إن العلاقة بين واشنطن والرياض لا تزال مهمة، ولكن إعادة ضبطها تشير لتغيير النسق السابق، معتبرا أن هذا شأن داخلي أميركي ولا يعني السعودية.

جاء ذلك في تصريحاته لحلقة السبت من برنامج "ما وراء الخبر" (2021/2/27) التي تساءلت عن الملامح الجديدة للعلاقة الأميركية السعودية في ضوء التصريحات الصادرة من الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير خارجيته، وردود المملكة السعودية بشأنها.

وأكد أن الولايات المتحدة تدرك أن سياسات السعودية الخارجية واضحة وشفافة، وأن واشنطن تدرك وتعتمد على السياسة والدور السعودي في حفظ التوازن في المنطقة، وفي هذا الخصوص أكد أن رؤية السعودية للملف اليمني تتطابق مع وجهة النظر الأميركية ولا تختلف معها كما هو الشأن نفسه بالنسبة للملف الإيراني، بل إن السعودية قد تفهم الأبعاد الأيديولوجية بشكل أكبر من أميركا، ولكنه شدد على أن الرياض لن تسمح للولايات المتحدة بالتدخل في الشأن السعودي الداخلي وبالأمور التي تتعلق بترتيب البيت السعودي.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قال إنه أبلغ الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز أن قواعد العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية ستتغير، وأنه لا بد من معالجة الرياض ملف انتهاكات حقوق الإنسان باعتبارها شرطا أساسيا لتعاملها مع واشنطن.

وبهذا الصدد، أوضح اليامي أن السعودية لها مفهومها الخاص بحقوق الإنسان الذي يتناسب مع مرجعيتها الثقافية والبيئية، وليس من حق الطرف الآخر، إن كان يريد علاقة إستراتيجية معها، أن يتدخل في شؤونها الداخلية، متوقعا أن العلاقة بين البلدين ستتجاوز أي خلافات لأنه تجمعهما قضايا مشتركة كبرى.

قيم جوهرية

من جهته، ذهب المستشار السابق لشؤون الأمن القومي باري بافيل إلى أن العلاقة بين البلدين في عهد بايدن ستشهد تركيزا على القيم العليا والمصالح الجوهرية، معتبرا أن الإدارة السابقة لم تنظر للقيم العليا كإطار لسياستها الخارجية، ولذلك انعكست المصالح من خلال عدم معاقبة ولي العهد السعودي بشكل مباشر.

كما رأى أنه يتعين على واشنطن مساعدة السعودية في مواجهة إيران والتعامل مع الإرهاب، معتبرا أن الضغط بملف حقوق الإنسان على المسؤولين السعوديين وراء الأضواء قد يكون أكثر فعالية من فضحهم على العلن، لاعتبار أن السعودية تعد شريكا مهما لأميركا في المنطقة.

وأكد بافيل أن القضايا العسكرية والأمنية ومكافحة الإرهاب والتعامل مع إيران لها الأولوية الكبرى، واصفا فريق بايدن بأنه جدي ويفهم الأهمية الملحة لعامل الأمن، ولكن من المفيد أيضا عقد نقاشات بشأن حقوق الإنسان، مشيرا في الآن ذاته إلى وجود تحديات محلية أميركية أيضا، وأن واشنطن بدورها لا تعيش في جنة.

غير أن البامي أشار إلى ارتباك واضح تمر به الإدارة الأميركية الجديدة، من حيث التمييز بين الأعداء والحلفاء والشركاء الحقيقيين، وكذلك ارتباك في تحديد الأولويات.