ما وراء الخبر

واشنطن والحوثيون.. هل تؤخر الانتقادات المتبادلة الحل في اليمن؟

قال المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية، باتريك ثيروس، إن واشنطن اتخذت خطوات ملموسة لجعل السعودية تنسحب من اليمن في محاولة لإنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن وتفادي كارثة إنسانية وشيكة.

وأوضح ثيروس -في حديث لحلقة (2021/2/25) من برنامج "ما وراء الخبر"- أنه تم إيصال رسالة واضحة للرياض بضرورة إنهاء سريع لتدخلها العسكري في اليمن، كما أوقفت واشنطن إمداد الرياض بالأسلحة، التي يمكن استخدامها في اليمن، إضافة إلى خطوات أخرى لم يتم الإعلان عنها.

وأشار ثيروس إلى أن الحوثيين يشعرون بثقة مبالغ فيها، معتقدين أنهم يحققون مكاسب في المعارك، معربا عن اعتقاده أن الحوثيين لا يفهمون أن هناك إطارا زمنيا ضيقا للغاية من أجل البدء في مفاوضات سلام بعد رفع اسم الجماعة من قائمة الإرهاب.

وشدد المسؤول الأميركي السابق -وهو محاضر في جامعة جورج تاون أيضا- على ضرورة أن يقوم الحوثيون بما يلزم لإيجاد مناخ ملائم للبدء في هذه المفاوضات.

وفي سياق حضور أميركي متنامٍ في يوميات الأزمة اليمنية، تبادلت واشنطن والحوثيون الانتقادات بشأن الموقف من التوصل إلى حل سياسي في اليمن.

فبينما اتهم المتحدث باسم جماعة الحوثي، محمد عبد السلام، الولايات المتحدة بأن موقفها لم يتجاوز حدود الكلام إلى دائرة الفعل، وأن ما سماه العدوان والحصار على اليمن، يحدثان بأدوات أميركية، حمّل قائد القيادة الأميركية، كينيث ماكينزي، الحوثيين وإيران مسؤولية تعطيل الحل في اليمن.

وأعرب ماكينزي عن ثقته في أن القادة السعوديين راغبون ومستعدون لإنهاء النزاع في اليمن؛ لكنه قال -خلال ندوة بمعهد بيروت- إن الكرة الآن في ملعب الحوثيين، وإن إيران لا ترغب في انتهاء الحرب في اليمن.

كلام بلا أفعال

في المقابل، قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني أحمد المؤيد إن السعودية لا تستخدم طائراتها الحربية إلا بإشراف أميركي مباشر، مشيرا إلى أن مناطق يمنية قُصفت الأربعاء بطائرات "إف-15″ (F-15) و"إف-16" (F-16) الأميركية، الأمر الذي يعني أن الأميركيين زودوا هذه الطائرات بالوقود، ووفروا لها التغطية عبر الأقمار الصناعية، وهو ما يؤكد أن أميركا شريكة بشكل مباشر في العمليات العسكرية.

ورأى المؤيد أن هذه الخطوات تناقض تماما ما قاله الرئيس الأميركي جو بايدن في خطابه الأول عن الوقف الفوري لدعم العمليات العسكرية السعودية في اليمن، وهو ما يؤيد ما قاله المتحدث باسم جماعة الحوثي محمد عبد السلام أن موقف الولايات المتحدة لم يتجاوز حدود الكلام.

وشدد المؤيد على أنه لا توجد خطوات ملموسة على الأرض للموقف الأميركي المعلن؛ بل على العكس هناك "عدوان وحصار وتجويع ملموسين"، على حد قوله.