ما وراء الخبر

واشنطن تراجع إستراتيجيتها في أفغانستان.. كيف ترد طالبان؟

قال العضو السابق في مجلس الأمن القومي الأميركي تشارلز كابشن إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في مرحلة إعادة تقييم فتح حوار مع حركة طالبان يشمل الحديث عن الخروقات التي استهدفت الحكومة الأفغانية مؤخرا.

وأضاف كابشن في حديثه لحلقة (2021/2/21) من برنامج "ما وراء الخبر" أن الإدارة الأميركية تشعر بقلق من التقدم البطيء في المسارين العسكري والسياسي، حيث ترى أن الحوار بين طالبان والحكومة الأفغانية يسير بشكل بطيء بعد تعثر، كما أن خيار الانسحاب العسكري التام يدرس حاليا مع الحلفاء في الناتو.

وأشار إلى أن إدارة بايدن تحاول العمل على إصلاح ما أفسدته إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب من إقصاء للحكومة الأفغانية، كما تعمل على دراسة كل بنود الاتفاقية من أجل المضي قدما.

وقال إن إدارة بايدن تريد خفض الوجود الأميركي في أفغانستان، لكنها ستبقي على قوات في المنطقة -وليس بالضرورة في أفغانستان- من أجل جهود مكافحة الإرهاب.

وكانت واشنطن قد أكدت مضيها في اتجاه مراجعة إستراتيجيتها في أفغانستان، وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في اتصال مع رئيس اللجنة العليا للمصالحة الأفغانية عبد الله عبد الله أن بلاده مصممة على دعم حل سياسي عادل ودائم، ووقف إطلاق نار دائم وشامل في البلاد.

في المقابل، قال سفير طالبان السابق لدى باكستان عبد السلام ضعيف إن المشكلة بين طالبان والإدارة الأميركية والمتعلقة بالانسحاب العسكري ستبقى قائمة حتى يتم تنفيذه، محملا الإدارة الأميركية عملية التأخير في الجلوس مع الحركة على طاولة الحوار على الرغم من تأكيدها المستمر على انفتاحها على ذلك.

وأضاف ضعيف أن طالبان تنتظر الرد الرسمي من أميركا عبر مبعوثها إلى أفغانستان وليس عبر وسائل الإعلام، رافضا اتهام الحركة بالمشاركة في أعمال العنف التي شهدتها البلاد، خصوصا العاصمة كابل.

وأشار إلى أن الحركة أدانت هذه العمليات واعتبرتها مؤامرة من قبل أطراف استخباراتية -لم يسمها- من أجل بقاء القوات الأميركية في أفغانستان، داعيا إلى إجراء تحقيقات وكشف نتائجها للشعب الأفغاني.

بدوره، قال مشتاق رحيم النائب السابق للأمين العام للمجلس الأعلى للمصالحة في أفغانستان إن الحكومة الأفغانية خارج عملية الحوار بين أميركا وحركة طالبان، وقد أعلنت مرارا اعتراضها، لكن إدارة الرئيس الأميركي السابق لم تلتفت إلى تلك الاعتراضات.

وأضاف رحيم أن على الإدارة الأميركية الجديدة أن تشرك الحكومة في العملية التفاوضية، مشيرا إلى أن مراجعة الاتفاق السابق تعني أن إدارة بايدن تريد أن ترى مدى احترام حركة طالبان للالتزامات التي وقعت عليها في الاتفاق السابق، خصوصا أن الحركة لم تنفذ إلا الشق المتعلق بإطلاق سراح الأسرى فقط.

يذكر أنه في يوم 12 سبتمبر/أيلول الماضي انطلقت بوساطة قطرية مفاوضات سلام تاريخية في الدوحة بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان بدعم من الولايات المتحدة، لإنهاء سنوات طويلة من النزاعات المسلحة في أفغانستان.

وقادت قطر الوساطة واستضافت مفاوضات واشنطن وطالبان في الدوحة، والتي أسفرت عن توقيع اتفاق تاريخي يوم 29 فبراير/شباط الماضي يهدف إلى انسحاب أميركي تدريجي من أفغانستان وتبادل الأسرى.