التحالف العربي يصعّد عملياته.. ما معنى تأكيد الحوثيين انتقالهم إلى "مرحلة جديدة"؟
وربط التصعيد العسكري الذي يقوم به التحالف العربي ضد الحوثيين والذي وصل العاصمة صنعاء، بمسائل تحدث على الأرض، وتحدث عن تناغم بين العمل العسكري للتحالف العربي وما يحدث على الأرض.
ووصف اليامي -في حديثه لحلقة (2021/12/26) من برنامج "ما وراء الخبر"- العمليات التي يقوم بها التحالف العربي بأنها أصبحت أكثر نجاعة وتأثيرا، مشيرا إلى أن الأهداف الأخيرة أصابت المواقع المهمة للقيادات الحوثية.
وردا على سؤال بشأن ما إذا استمرت الهجمات التي يشنها الحوثيون على العمق السعودي، لم يستبعد الضيف السعودي أن يكون هناك تصعيد بين قوات التحالف العربي والحوثيين، لكنه قال إن الحوثيين تنتظرهم أيام صعبة، وسيكونون هم الخاسر الأكبر في هذه الحرب.
وكان التحالف أطلق هذا الأسبوع حملة جوية "واسعة النطاق" ضد الحوثيين، ردا على هجوم الجماعة "الأكثر دموية" منذ نحو 3 سنوات.
غير أن اليامي أكد أن السعودية وضعت كل ما لديها من قدرات من أجل تسهيل الوصول لحل سياسي في اليمن، وهي التي أنجزت مبادرة رحب بها المجتمع الدولي ووضعتها تحت تصرف الأمم المتحدة، منوها إلى أن هناك أوراقا يحاول الجميع استخدامها، لكن لا يعرف ما إذا كانت ستقود إلى سلام أم لا.
أما عضو المكتب السياسي لجماعة أنصار الله الحوثيين، محمد البخيتي فنفى ما ورد على لسان المتحدث باسم قوات التحالف تركي المالكي سواء تعلق الأمر باتهام حزب الله اللبناني بالتورط في العمليات العسكرية في اليمن، أو باستخدام الحوثيين الجزء المدني من مطار العاصمة اليمنية صنعاء استخداما عسكريا، ووصفها بالاتهامات غير الصحيحة.
وفي مؤتمر صحفي بالرياض، اتهم المتحدث باسم قوات التحالف حزب الله بالتورط في العمليات العسكرية في اليمن، وعرض ما قال إنها أدلة تثبت ذلك، وقال أيضا إن الحوثيين استخدموا الجزء المدني من مطار العاصمة اليمنية صنعاء استخداما عسكريا، مضيفا أن الحوثيين استخدموا هذا الجزء كذلك لإطلاق المسيَّـرات.
وفي رده على سؤال يتعلق بتصريح المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع حول "الانتقال إلى مرحلة جديدة" من التصدي لما سموه العدوان، لم يقدم البخيتي إجابة محددة، مكتفيا بالقول إن العمليات العسكرية للحوثيين ستستمر حتى تحرير اليمن وسحق القوات الأجنبية، وردع ما سمّاه العدوان ومنع تقدمه الميداني.
"تصعيد مقابل تصعيد"
وفي قراءته للتصعيد الجاري في اليمن، أكد الخبير العسكري والإستراتيجي، اللواء فايز الدويري أن الحوثيين حققوا خلال الأشهر الماضية العديد من "المكتسبات الميدانية" وليس "انتصارات"، في محافظات تعز وشبوة والبيضاء وفي محيط مأرب من الجنوب والغرب، وهم يسعون إلى استثمار تلك "المكتسبات الميدانية" من أجل تحقيق مكتسبات ومنجزات سياسية، وربما يهدفون إلى إجراء تعديلات على المبادرة السعودية التي كانوا قد رفضوها من قبل.
ومع إشارته إلى أن السعودية تسعى لإجهاض المكتسبات الحوثية، توقع الخبير العسكري أن يكون هناك تصعيد مقابل تصعيد في الفترة المقبلة، وأن يعمد الحوثيون إلى استخدام أكبر للطائرات الباليستية وزيادة الضغط على محافظة مأرب، إضافة إلى محاولة إجراء عمليات تسلل داخل العمق السعودي لمهاجمة بعض الأهداف السعودية القريبة من الحدود.
وكان المتحدث باسم قوات التحالف قال إن جماعة الحوثي أطلقت 430 صاروخا باليستيا و851 طائرة مسيّرة مسلحة على السعودية منذ بدء الحرب عام 2015، مما أسفر عن مقتل 59 مدنيا سعوديا.
الحوثيون من جانبهم، أعلنوا على لسان المتحدث العسكري باسمهم، يحيى سريع، سيطرتهم على كامل محافظة الجوف، عدا بعض المناطق الصحراوية. وفيما بدا تلويحا باستغلال هيمنتهم على هذه المحافظة المتاخمة للسعودية، أكد الحوثيون أنهم بصدد الانتقال إلى مرحلة جديدة من التصدي لما سمّوه العدوان.