ما وراء الخبر

تيه أم دهاء إماراتي.. لماذا لم ترض إسرائيل عن الإمارات رغم كل ما قدمته لها؟

وصف الخبير بالشؤون الإسرائيلية الدكتور صالح النعامي سعي الإمارات لإقامة علاقات دبلوماسية وطيدة مع العدوين اللدودين إسرائيل وإيران، في الوقت نفسه، بأنه تيه سياسي ولا يمكن أن يكون دهاء أو ذكاء.

وأكد النعامي في تصريحات لبرنامج "ما وراء الخبر" بحلقته بتاريخ (2021/12/13) التي ناقشت الأهداف الحقيقية لزيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت للإمارات، أن إسرائيل رغم كل ما قدمته لها الإمارات من خدمات سياسية واقتصادية مجانية منذ إعلان تطبيع العلاقات العلني بينهما قبل نحو عام، فإنها غير راضية عن أداء الإمارات السياسي تجاه إيران.

وتحدث النعامي عن هجمات لاذعة شنتها الصحافة الإسرائيلية على الإمارات عشية زيارة بينيت للإمارة الخليجية.

وقال النعامي إن الصحافة الإسرائيلية هاجمت بشدة الزيارة التي قام بها مستشار الأمن الوطني في الإمارات طحنون بن زايد إلى طهران الأسبوع الماضي ولقاءه بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.

كما لفت إلى أن الصحافة الإسرائيلية تضيق ذرعا بحجم التعاون الاقتصادي بين الإمارات وإيران؛ إذ اتهمت هذه الصحافة الإمارات بأنها المنقذ الفعلي لإيران من العقوبات الأميركية المفروضة عليها، وذلك بسبب التعاون التجاري الكبير الذي يفوق أي تعاون لإيران مع أي من دول المنطقة.

وتأكيدا على الغضب الإسرائيلي من الإمارات، رغم كل ما يتبادل من كلام معسول بشكل علني بين الطرفين، تحدث النعامي عن ضغط إسرائيلي على إدارة بايدن لوقف صفقة طائرات "إف-35" (F-35) المزمع بيعها للإمارات، كما أشار إلى استبعاد تل أبيب لأبو طبي من مشروع إعادة ترميم ميناء حيفا، وكذلك التهديد بوقف صفقة ضخ النفط الإماراتي من ميناء عسقلان في إسرائيل.

إعلان

ولم ينف النعامي أن إسرائيل استفادت كثيرا من الإمارات على الصعيد الاقتصادي والتبادل التجاري، وكذلك استفادت منها من خلال سماح الإمارات لإسرائيل بإيجاد مدخل لجزيرة سقطرى اليمنية، كما أنها تتطلع لإيجاد موطئ قدم لها في ليبيا من خلال الإمارات التي رتبت زيارة لابن اللواء المتقاعد خليفة حفتر لإسرائيل في الفترة الأخيرة.

لكن النعامي تحدث عن أنانية إسرائيل المفرطة في علاقاتها مع الآخرين، وعدم إقامة أي أهمية لمصالحهم والنظر فقط لمصالحها هي، الأمر الذي يجعل كل من يقيم علاقة مع إسرائيل يخرج بخسارة كبيرة، ودلل على ذلك بعلاقة الشاه الإيراني مع إسرائيل وكذلك علاقة أكراد العراق.

ومع أن دكتور العلوم السياسية في جامعة الكويت عبد الله الشايجي لم ينكر تخوف واستياء إسرائيل من التقارب الإماراتي الإيراني الأخير؛ إذ أكد أن إسرائيل تستخدم طهران دائما مثل "الفيل" في علاقاتها مع الآخرين حيث تخيفهم منه ومن نيته، إلا أنه وصف ما تقوم به الإمارات بالدهاء السياسي.

وقال الشايجي إن مهاجمة حلفاء إيران لأرامكو عام 2019 قلبت الكثير من الموازين في العلاقات بالمنطقة، فلم تعد الولايات المتحدة هي الخيار الأمثل، وأصبحت الإمارات تبحث عن حلفاء آخرين، فاتجهت نحو إسرائيل وتركيا وإيران والصين وروسيا.

وأوضح أن التقارب الإماراتي مع إيران لا يثير استياء الإسرائيليين فقط بل الأميركيين أيضا، الذين أرسلوا فريق خبراء للمنطقة لتقييم تأثير التعاون الاقتصادي بين الإمارات وإيران في التخفيف من أعباء العقوبات المفروضة على الأخيرة. وأشار إلى مقالات عدة نشرتها صحف أميركية كبرى انتقدت فيها تقارب الإمارات مع إيران.

لكن الشايجي لم يستبعد أن تكون الإمارات قد لعبت في الفترة الأخيرة دور الوسيط وناقل الرسائل بين طهران وتل أبيب.

وأكد الشايجي أن إسرائيل لا يمكنها أبدا الاعتماد على الإمارات أو أي دولة خليجية للتعاون معها ضد إيران لدرجة أن تفتح أرضها وأجواءها لها لشن هجمات عسكرية على إيران.

إعلان