ما وراء الخبر

مفاوضات فيينا بشأن النووي الإيراني.. ما أبرز القضايا التي تنتظر الحسم؟

أقرّ ضيفا حلقة “ما وراء الخبر” بوجود مسائل خلافية بين طهران وواشنطن في ضوء الجولة السابعة من مفاوضات إحياء الاتفاق النووي الإيراني الجارية في فيينا، وقلّلا من أهمية تأثير إسرائيل على المفاوضات.

فقد أكد غاري سيمور، وهو منسق أميركي سابق لاحتواء أسلحة الدمار الشامل، أن نقطة الخلاف الأساسية بين إيران والولايات المتحدة الأميركية متعلقة بمسألة رفع العقوبات، إذ إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تعهدت برفع العقوبات التي تتعارض مع اتفاق 2015، ومن ثمّ تستفيد طهران من بيع النفط، لكن الجانب الإيراني يريد أن ترفع العقوبات بالكامل وأن تكون هناك ضمانات من الأميركيين بهذا الخصوص.

ويضيف سيمور -في حديثه لحلقة (2021/12/1) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن إدارة بايدن لا يمكنها أن تضمن للإيرانيين ما سيفعله الرئيس الذي سيأتي لاحقا بشأن الاتفاق مع إيران.

وتعليقا على ما أكده مسؤول أوروبي من استكمال 80% من الاتفاق، أوضح الضيف الأميركي أنه عندما انتهت المفاوضات في الجولة السابقة كان 70% إلى 80%من الاتفاق قد أنجز، ولكن من غير الواضح إذا كان الرئيس الإيراني الحالي إبراهيم رئيسي قد قبل بتلك المسودة كأساس للعودة إلى اتفاق كامل.

وتواصلت لليوم الثالث في العاصمة النمساوية فيينا الجولة السابعة من مفاوضات إحياء الاتفاق النووي الإيراني وسط أجواء من التفاؤل أشاعتها تصريحات أوروبية عن إحراز تقدم كبير باتجاه تسوية الخلافات القائمة.

وشدد الباحث المتخصص في الدراسات الإيرانية الأميركية علي أكبر داريني على أن المسألة الأساسية لدى إيران هي رفع العقوبات الأميركية، وأن الحديث عن أي تقدم في مفاوضات فيينا الجارية يتعلق بمدى التقدم المحقق على مستوى هذا البند.

وعلى هامش جلسات اليوم الثاني، قال مصدر إيراني مسؤول للجزيرة إن التقدم في مفاوضات فيينا يعتمد على تقديم ضمانات حقيقية بشأن العقوبات، وإنه لا نقاش في أي ملفات سياسية وأمنية في فيينا، وإن الأولوية لرفع العقوبات.

وأوضح الضيف الإيراني لحلقة "ما وراء الخبر" أن إيران تريد من الأميركيين ضمانات قابلة للتحقق، واستبعد أن تتنازل بلاده عن مطالبها ومنها سلوكها الإقليمي والتخلي عن قدراتها النووية.

"لاعب خارج طاولة مفاوضات"

وردا على سؤال بشأن اللاعب الآخر خارج طاولة مفاوضات فيينا، والمقصود به إسرائيل، تحدث الضيف الأميركي عن مخاوف تل أبيب من إمكانية استمرار المفاوضات الجارية بشأن النووي الإيراني إلى ما لا نهاية، ومن إمكانية إنجاز اتفاق مؤقت بين الأطراف المتفاوضة يؤمن رفعا جزئيا للعقوبات المفروضة على إيران، وذلك يعني استفادة طهران في كل الأحوال بالاستمرار في بناء قدراتها النووية.

غير أن سيمور استبعد قدرة إسرائيل على التأثير في مفاوضات فيينا، لأن هذه المفاوضات مرتبطة بإيران وبالدول الموقعة على خطة العمل الشاملة المشتركة، مؤكدا في السياق ذاته أن الإدارات الأميركية السابقة تردّدت في دعم أي هجوم إسرائيلي على إيران لخشيتها من رد فعل إيراني على تل أبيب والدخول في نزاع بين واشنطن وطهران تكون له انعكاسات على الحلفاء في المنطقة مثل السعودية والإمارات.

أما الضيف الإيراني فقلل من أهمية دور إسرائيل ومن قدرتها على شنّ هجوم على بلاده، وقال إنها ضعيفة للغاية وليس لديها عمق إستراتيجي، وليست -أي إسرائيل- في موقع يؤهلها للقيام بهجوم أحادي على إيران من دون ضوء أخضر من واشنطن، منوّها إلى أن الخطة البديلة التي يتم الحديث عنها هدفها الضغط على إيران.

وكانت أنباء ذكرت أن وزير دفاع إسرائيل بيني غانتس يعتزم التوجه إلى واشنطن الأسبوع المقبل، لمناقشة ما سمته صحيفة "جيروزاليم بوست" -التي كشفت عن الخبر- التهديد النووي الإيراني.