مفاوضات منتظرة لإنقاذ اتفاق 2015 النووي.. أي دور تلعبه إسرائيل لفرض خيارها وما رد إيران؟
وأكد مرندي أن إيران لا تأخذ على محمل الجد تهديدات إسرائيل باللجوء إلى الخيار العسكري ضدها، معتبرا أنه لا يوجد أي دولة تدعمها في ذلك، لأن الرد الإيراني سيكون "مدمرا".
وأضاف الأكاديمي الإيراني -في حديثه لحلقة (23/11/2021) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن موقف بلاده واضح وأن البرنامج النووي الإيراني جاء ليبقى، وعلى أميركا أن تقبل بالواقع وترفع العقوبات عن طهران، لافتا إلى أن العالم يتغير، "فأميركا التي انسحبت من أفغانستان لن تستطيع مهاجمة إيران ولن تستطيع أن تنتصر عليها عسكريا، خاصة أنها تتحالف مع دول مثل الصين وروسيا"، على حد قوله.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت جدد التأكيد على أن تل أبيب لن تلتزم بأي اتفاق نووي قد تبرمه قوى كبرى مع إيران، وأنها تحتفظ بحق اتخاذ أي إجراء ضد إيران، وفق تعبيره.
أما مراسلة الشؤون العسكرية والدفاع في صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، آنا أهرونيم، فأكدت أن إسرائيل ستدعم المسار الدبلوماسي بشأن إيران بشرط أن يترافق مع خيار عسكري في حال فشل المسار الدبلوماسي، ولم يتمكن من تحقيق هدفه في منع ايران من حيازة السلاح النووي على المدى الطويل، وما أسمته تقويض الأمن في المنطقة.
وأشارت إلى أن إسرائيل قلقة من دور إيران ومن مشاريعها الباليستية، وأنها سوف تستمر في محاولة منعها من حيازة السلاح النووي حتى لو تم الاتفاق بين طهران والدول الكبرى.
وخلصت أهرونيم إلى أن الخيار العسكري بعيد جدا في الوقت الراهن، وأن إسرائيل لا تسعى لضرب إيران لأن الموضوع معقد، حسب المتحدثة.
مسارات بديلة
ومن جهته، أشار أستاذ النزاعات الدولية في جامعة جورج ميسون، محمد الشرقاوي، إلى ما أسماها مسارات بديلة تبحثها الدول الكبرى، أولها حث الصين على تجميد صادراتها من إيران، وثانيها توسيع العقوبات على طهران، وثالثها التفاوض المؤقت، أما المسار الرابع فهو الخيار العسكري الذي قال إنه سيزيد من شهية إسرائيل، لأنها تعتقد أن فشل المفاوضات مع إيران سيجر الأوروبيين إلى دعم موقفها.
غير أن الخيار الدبلوماسي يبقى الأكثر ترجيحا، وأن الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا تنتظران من حكومة إبراهيم رئيسي أن تظهر براغماتية سياسية إذا كانت تريد التوصل لاتفاق بشأن برنامجها النووي، كما يقول الشرقاوي الذي يعتقد أيضا أن نافذة المفاوضات لن تبقى مفتوحة وأن الضغط النفسي والسياسي سيجعل القيادة الإيرانية تقتنع بجدية الأميركيين والأوروبيين.
وبرأي الشرقاوي، فإن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تتمسك بمبدأ التفاوض على الصيغة الأصلية للاتفاق النووي الموقع عام 2015، لكن طهران تريد التفاوض من منطلق جديد، مرجحا أن تزيد العقوبات على طهران ويتم تصفير الصادرات النفطية.
يذكر أن جولة مفاوضات جديدة مقررة الاثنين المقبل بين طهران والقوى الكبرى بهدف إنقاذ اتفاق 2015 الذي أتاح رفع كثير من العقوبات التي كانت مفروضة على إيران في مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.