ما وراء الخبر

واشنطن تحاور طالبان في الدوحة.. ما دلالة الاجتماع وهل يؤسس لقناة تنسيق أمني وسياسي بوساطة قطرية؟

قال رئيس أكاديمية قطر الدولية للدراسات الأمنية ماجد الأنصاري إن اللقاء الذي جمع مسؤولين أفغانا وأميركيين في الدوحة كان لافتا، لأنه ضم وفدا من حكومة طالبان التي لم تعترف بها واشنطن بعد.

وأضاف -في حديث لحلقة (2021/10/9) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن هذا اللقاء هو الأول منذ الانسحاب الأميركي من أفغانستان، مشيرا إلى أن غياب المبعوث الأميركي إلى أفغانستان زلماي خليل زاد عن الوفد الأميركي كان أمرا لافتا أيضا.

وأوضح الأنصاري أن هناك 3 ملفات رئيسية على طاولة المفاوضات، هي ملف الخروج الآمن لرعايا واشنطن من أفغانستان، وملف التعامل مع الحركات التي تصنفها واشنطن "إرهابية" كتنظيم الدولة، وأخيرا ملف حقوق الإنسان في أفغانستان، وفق التصور الأميركي.

ولفت الأنصاري إلى أن واشنطن تتعامل بما وصفها "انتقائية" في ملف حقوق الإنسان، فهي تغض الطرف عن هذا الملف في دول معينة عندما تتوافق مصالحها مع الأنظمة الحاكمة فيها، وتضغط في دول أخرى إذا لم تكن على وفاق مع أنظمتها.

وتستضيف العاصمة القطرية الدوحة محادثات هي الأولى منذ الانسحاب الأميركي من أفغانستان في أغسطس/آب الماضي، في مرحلة تشهد فيها البلاد تحديات ضاغطة، بينها الواقع الأمني الذي اهتز على وقع هجوم استهدف مسجدا في قندوز وخلّف عشرات القتلى والجرحى.

وتتصدر مكافحة الإرهاب أجندة الاجتماع، غير أن لكل من الجانبين رؤيته الخاصة وقضاياه الحصرية، وهو ما يطرح السؤال عما قد تتطور إليه قناة التواصل هذه على المستويين الأمني والسياسي.

وقال وزير خارجية الحكومة الأفغانية المؤقتة أمير خان متقي إن لقاء الدوحة مع الأميركيين تطرق -في جملة ما تطرق إليه- إلى المساعدات الإنسانية، وتطبيق اتفاق الدوحة.

وأشار متقي إلى أن الولايات المتحدة ستقدم لقاحات مضادة لفيروس كورونا إلى الشعب الأفغاني، كما أشار إلى أن المفاوضات بين الطرفين ستستأنف الأحد.

أهداف أميركية

من جانبه، قال جوزيف سيرينسيوني عضو المجلس الاستشاري لوزير الخارجية الأميركي إن بلاده تهدف من اجتماع الدوحة مع طالبان إلى التأكد من ضمان الخروج الآمن للمواطنين الأميركيين وغيرهم من أفغانستان، والتأكد من احترام طالبان لحقوق الإنسان في البلاد.

وأضاف سيرينسيوني أن الولايات المتحدة تسعى للتمكن من تنفيذ ضربات جوية تستهدف تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية في خراسان، وهو الأمر الذي يستدعي التنسيق مع السلطة الحاكمة في أفغانستان حاليا، وهي حركة طالبان، مشيرا إلى أن المحادثات الحالية ستتضمن هذه النقطة، معربا عن تشككه في موافقة طالبان على ذلك.

في المقابل، رأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة "سلام" حمزة مؤمن حكيمي في المطالب الأميركية لحركة طالبان بشأن حقوق الإنسان تدخلا في الشؤون الداخلية لبلاده وانتهاكا لسيادتها، متهما الولايات المتحدة بفرض آرائها وقيمها على الدول الأخرى باعتبارها "شرطيا للعالم"، على حد قوله.

وختم رئيس أكاديمية قطر الدولية للدراسات الأمنية ماجد الأنصاري بأن الضغوط على طالبان -بالتفجيرات وغيرها- ستتزايد في الفترة المقبلة، لأن هناك من لا يريد أن يكون هناك استقرار لصالح طالبان في أفغانستان.

وكانت الخارجية الأميركية قالت -في رد على استفسار للجزيرة- إن وفدا أميركيا سيلتقي اليوم في الدوحة وفدا من طالبان، وأضافت أن اللقاء لا يتعلق بالاعتراف بحكومة طالبان أو إضفاء شرعية عليها. وأكدت أن أي شرعية لطالبان يجب أن تكتسبها الحركة من خلال أفعالها.