ما وراء الخبر

فيسبوك في قلب العاصفة.. أعطال وخسائر وشهادة لها ما بعدها

قال إيان شير المحرر بموقع “سي نت” المتخصص في شؤون التكنولوجيا إن شركة فيسبوك تواجه مشكلة وضغوطا متزايدة تكبر كل يوم من المشرّعين والمستخدمين، إضافة إلى ما فجرته إفادة المسؤولة السابقة بالشركة اليوم.

وأضاف -في حديث لحلقة (2021/10/5) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن هذه المشاكل أدت إلى فقدان الثقة في فيسبوك، خاصة على مستوى المشرّعين في الولايات المتحدة؛ فهناك الآن اتفاق بين أعضاء الكونغرس من الحزبين الديمقراطي والجمهوري على ضرورة مساءلة فيسبوك.

وأكد شير أن فيسبوك أصبحت لديها سلطة هائلة؛ فهي المنصة الأوسع على شبكة الإنترنت، ففي بعض البلدان أصبح الإنترنت يعني فيسبوك، وفي المقابل فإن الشركة لم تتخذ إجراءات مناسبة للتعامل مع خطابات الكراهية والتنمر والسلوك السيئ على منصاتها.

وأظهرت إفادة المسؤولة المستقيلة من شركة فيسبوك فرانسيس هاوغن اليوم أمام الكونغرس أن الشركة تعرف ذلك، ولكنها لا تُوقف إلا نسبة ضئيلة جدا من هذه الخطابات والسلوكيات الخاطئة.

وحذّر المحرر التكنولوجي من أن منصة فيسبوك قد تُستخدم كسلاح في المستقبل لأغراض الإيذاء وإلحاق الضرر بعدد كبير من الناس، خاصة الأطفال.

وتعيش شركة فيسبوك أياما عصيبة، ليس فقط بسبب العطل الذي طرأ على بعض أجهزتها فتسبب في تعطل خدمات التواصل، بل أيضا لشهادة تتعلق بسياسات الموقع وكيفية تعامله مع جمهوره المستهدف.

ويتعلق الأمر هذه المرة بمسؤولة سابقة في قطاع السياسات، التي طرحت وثائق تثبت -من وجهة نظرها- أن فيسبوك تقدم معيار الربح على غيره في طرق نشر المحتوى، غير عابئة بجوانبه الأخرى التي تلحق ضررا بالأفراد والمجتمعات.

إفادات صادمة جعلت الكونغرس الأميركي يدعو الموظفة إلى جلسة استماع، وسط تصريحات للبيت الأبيض تعكس تصاعد قلقه مما يصفه بتعاظم سطوة وسائل التواصل باعتماد إدارة ذاتية.

وأشارت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي إلى أن الجهود المبذولة من جانب هذه الشركات لجذب المستخدمين، وتأثيرها السلبي على الصحة النفسية للمراهقين؛ "مقلقة بالتأكيد".

وكانت المسؤولة المستقيلة من شركة فيسبوك فرانسيس هاوغن -التي تقف وراء تسريب وثائق داخلية للشركة- قالت إن الشركة أظهرت مرارا أنها تولي أهمية للربح المادي على حساب سلامة متابعي الموقع، داعية الحكومة إلى فرض إجراءات لتنظيم عمل هذه المنصة.

ذراع أمنية

وقلّل مؤسس موقع "أرابيوس" التقني رائد سمور من تداعيات ما حدث لشركة فيسبوك من عطل وتسريبات، مشيرا إلى أنها ستنجو من المساءلة كما نجت من قبل.

وأضاف سمور أن منصة فيسبوك أصبحت من أهم الأذرع الأمنية داخل الولايات المتحدة، موضحا أنها تعد مصدرا للمعلومات لوكالات الأمن الأميركية بشكل مباشر، ولذلك فليس من السهل التضحية بها.

ودلّل سمور على قوله هذا بأن هناك قضايا رُفعت على فيسبوك في أوروبا من قِبل مكتب المعلومات الأوروبي، وكذلك الحال في بريطانيا، مشيرا إلى أنها قضايا تتعلق بنقل معلومات المستخدمين في أوروبا إلى أميركا.

وذكّر سمور بفشل شركة فيسبوك في الإجابة عن أسئلة تتعلق بالاحتفاظ بالأرشيف الخاص بـ"ماسينجر" للمستخدمين، متوقعا أن تتعاظم المشكلة على الشركة في حال صدور أحكام بحقها.

وتأتي كل هذه التطورات في وقت تنهمك فيه شركة فيسبوك في معالجة أسباب العطل الذي أصاب منصاتها لساعات على مستوى العالم. وأعربت الشركة عن أسفها لانقطاع الخدمة في منصاتها، وقالت إنها عملت بأقصى ما في وسعها لاستعادة الخدمة، وإن أنظمتها الآن عادت للعمل.

وقالت الشركة إن السبب الرئيسي لانقطاع خدمة الاتصال هو تعديل خاطئ في الإعدادات، وأوضحت أن تغييرات في إعدادات أجهزة "الراوتر" الرئيسية تسببت في حدوث مشاكل أدت إلى انقطاع الخدمة. وأضافت أنه لا دليل لدى الشركة على تعرض بيانات المستخدمين للاختراق نتيجة هذا العطل في خدمات الاتصال.