ما بعد قرارات البرهان.. نحو تعقيد الأزمة السودانية أم انفراجها؟
فقد رفض القيادي في حزب المؤتمر السوداني مهدي محمد خير الخطوة التي أقدم عليها عبد الفتاح البرهان، اليوم الاثنين، ووصفها بـ"الانقلاب" الذي يقف ضده الشعب السوداني الذي خرج في مظاهرات مطالبا بدولة مدنية ديمقراطية.
وكان البرهان قد أعلن حالة الطوارئ في البلاد وعلّق العمل ببعض مواد الوثيقة الدستورية، في خطوة تلت إجراءات شملت اعتقال رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وأعضاء في حكومته ومسؤولين آخرين، ووصفتها وزارة الإعلام بـ"الانقلاب العسكري متكامل الأركان".
ولا يمكن للبرهان ولا للمؤسسة العسكرية -كما يؤكد محمد خير لحلقة (25/10/2021) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن تحكم السودان بـ"انقلاب عسكري"، وأن الشعب السوداني قادر على إزاحة هؤلاء من السلطة كما أزاحوا من قبل الرئيس عمر حسن البشير، مشيرا إلى أن الحركة التصحيحية التي تحدث عنها البرهان يقوم بها الشعب وليس هو.
وبحسب الضيف السوداني، فإن المكون العسكري هو من أعاق الفترة الانتقالية، إذ حدث انفلات أمني في شرق السودان وفي العاصمة الخرطوم والمدن الكبرى، مؤكدا أن ما حصل اليوم كان مرتبا له من طرف الشريك العسكري.
ورأى أن الأزمة مردها لكون الحياة السياسية وصلت لطريق مسدود، بسبب تعنت كل طرف، ولكن أيضا لأنه تم خلط الماء والزيت، على حد قول محمد خير الذي أوضح أن التوجهات والأداء كانا مختلفين بين المكونين العسكري والمدني.
وعن رؤيته لمآلات المشهد السوداني في ظل القرارات التي أعلن عنها البرهان، شدد الضيف على أن الشعب السوداني سيكسر حالة الطوارئ وسيواصل مظاهراته وثورته السلمية في الشوارع حتى تحقيق الدولة الديمقراطية المدنية، رغم أنه سيواجه الرصاص وسيطلق عليه النار.
دعوة للحوار
بدوره، وصف أمين العلاقات الخارجية بالمؤتمر الشعبي محمد بدر الدين ما قام به البرهان بـ"انقلاب عسكري مرفوض"، وقال إنهم في المؤتمر الشعبي يرفضون ويدينون أي عمل عسكري في العمل السياسي، وكانوا قد أصدروا بيانا طالبوا فيه بحل الأزمة الحالية عبر الحوار وهو ما لم يتم.
ودعا بدر الدين -في حديثه لحلقة "ما وراء الخبر"- الأطراف السودانية إلى تحكيم العقل والدخول في مفاوضات من أجل حل الأزمة، وناشد القوى السياسية المدنية بأن تنأى بنفسها عن الصراع واللجوء إلى الشغب أو العنف حتى تجنب انزلاق البلاد نحو سيناريوهات سيئة.
وبينما أعرب عن رغبته بأن يستجيب البرهان لما أورد في بيانه الذي أصدره خلال إعلانه عن حل مجلسي السيادة والوزراء وإعلان حالة الطوارئ وتعليق العمل ببعض مواد الوثيقة الدستورية، قال أمين العلاقات الخارجية بالمؤتمر الشعبي إن عبد الفتاح البرهان لم يعلق الحياة السياسية ولم يجمد عمل الأحزاب، وهو ما يعني أن هناك فرصة للحوار، وإن البرهان -وهو قائد الجيش السوداني- يمكنه أن ينطلق من نوايا حسنة ويفاوض القوى السياسية.
وبحسب الضيف السوداني، فمن الضروري أن يتم إطلاق سراح كل المعتقلين والحفاظ على حياة وكرامة القيادات الحزبية ووزراء الحكومة الذين تم اعتقالهم اليوم.
وتعهد رئيس مجلس السيادة بالتزام القوات المسلحة بـ"الانتقال الديمقراطي" حتى تسليم الحكم للمدنيين من خلال انتخابات عامة، كما تعهّد بتشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة تستمر مهامها حتى موعد إجراء الانتخابات في 2023.