ما وراء الخبر

"إعلان العلا".. السياقات والتحديات

قال أستاذ تسوية النزاعات الدولية محمد الشرقاوي إن “إعلان العلا” يمثّل حتمية إستراتيجية للدول الموقّعة عليه، مشيرا إلى أنه ينطوي على 3 دلالات رئيسة.

وأوضح الشرقاوي -في حديث لحلقة (2021/1/5) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن الدلالة الأولى هي أن الرياض والدوحة عادتا إلى الحكمة السياسية بديلا من الانفعال والعداء، مشيرا إلى أن الدلالة الثانية تتمثل في ما وصفه بالتحلل من تحالفات سعت لتحقيق معادلة صفرية، لكنها لم تفلح.

وتابع الشرقاوي أن الدلالة الثالثة هي الوعي المشترك بين العواصم الخليجية بالتصعيد الأميركي الإيراني، وتغير ميزان القوى في الخليج وما يتطلبه من وحدة خليجية.

من جانبه، قال رئيس أكاديمية قطر الدولية للدراسات الأمنية، ماجد الأنصاري، إن هناك سياقات داخلية وخارجية دفعت للتوصل إلى توقيع بيان العلا، أبرزها التداعيات الاقتصادية على منطقة الخليج الناتجة عن جائحة كورونا وانخفاض أسعار النفط.

وأضاف أن السياقات الخارجية أبرزها تغير الإدارة الأميركية، وحديث الرئيس المنتخب جو بايدن عن السعي للتوصل إلى اتفاق نووي جديد مع إيران، مشيرا إلى أن دول الخليج استُثنيت من مفاوضات الاتفاق النووي السابق بسبب حالة الاستقطاب التي كانت موجودة آنذاك، وهو الأمر الذي تسعى الرياض إلى تجنب تكراره في أي مفاوضات مقبلة.

وأضاف الأنصاري أنه كما حدث في الأزمات السابقة بين دول الخليج التي ما إن تدرك أنه لا طائل من استمرار الأزمة، فإنها تسعى لحلها بطريقة تحفظ لأطرافها ماء الوجه.

من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي السعودي منيف عماش الحربي إن قمة العلا بمنزلة التأسيس الثاني لمجلس التعاون الخليجي. وأضاف أن الإرادة السياسية الحقيقية هي التي قادت إلى حل الأزمة الخليجية، مشيدا بدور الوساطة الكويتية في التوصل إلى اتفاق العلا.

وأشار الحربي إلى أن الرياض جاءت إلى هذه القمة ولديها ركيزتان هما نجاحها في إدارة المشهد الدولي في قمة مجموعة الـ20 الأخيرة، ورؤية الأمير محمد بن سلمان التي أعلن فيها سعيه لجعل منطقة الشرق الأوسط أوروبا الجديدة.

وفي قمة استضافتها محافظة العلا بالمملكة العربية السعودية، تحت اسم قمة السلطان قابوس والشيخ صباح، وقّع قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية البيان الختامي للقمة الخليجية الـ41، وبيان العلا.

وشكر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قادة دول الخليج على ما سمّاها الخطوات الشجاعة التي قاموا بها، بعد أن قال -في كلمة افتتاح القمة- إن جهود الكويت والولايات المتحدة أدّت -بتعاون الجميع- إلى التوصل إلى اتفاق بيان العلا، مضيفا أن الاتفاق الذي وقّعته دول مجلس التعاون وجمهورية مصر العربية أكد التضامن والاستقرار الخليجي والعربي والإسلامي، لتعزيز أواصر التآخي بين شعوب دول الخليج.

من جانبه، ثمّن أمير دولة الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح جهود واشنطن، ودور قادة دول مجلس التعاون الخليجي لرأب الصدع في البيت الخليجي. وأشار أمير الكويت إلى أن القمة جاءت لدعم العمل الخليجي المشترك، وتحقيق ما تصبو إليه شعوب المنطقة.

وكان أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قد ترأس وفد بلاده إلى العلا، حيث اجتماع الدورة الـ41 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. وكان على رأس مستقبلي أمير دولة قطر على أرض المطار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي عانق أمير دولة قطر لدى نزوله من الطائرة.