ما وراء الخبر

ما خيارات طهران إذا لم تبادر واشنطن بالخطوة الأولى للعودة للاتفاق؟

شدد على أكبر داريني الباحث المتخصص في الدراسات الإيرانية الأميركية، على أن طهران لن تنتظر طويلا حتى تبادر واشنطن باتخاذ الخطوة الأولى للعودة للاتفاق النووي، وهي رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران.

وأكد في تصريحاته لحلقة "ما وراء الخبر" بتاريخ (2021/1/31) أنه إذا لم تقم إدارة الرئيس جو بايدن بتصحيح الأخطاء التي ارتكبها سلفه دونالد ترامب بانسحابه من الاتفاق النووي الذي جرى التوصل إليه عام 2015، فإنها ستزيد من تخصيب اليورانيوم وقد تمتلك القنبلة النووية.

يذكر أن ترامب كان قد انسحب قبل نحو 4 سنوات من الاتفاق النووي مع طهران، وفرض عقوبات اقتصادية عليها، في حين طهران ردت بزيادة أنشطتها في تخصيب اليورانيوم، كما تحدثت إسرائيل مؤخرا عن اقتراب امتلاك إيران القنبلة النووية.

وكان بايدن قد انتقد بشدة انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، وحملة مسؤولية تطوير طهران لقدراتها النووية خلال السنوات الأربع الماضية، وتعهد بالعودة للاتفاق، لكنه اشترط أن تبادر طهران بالخطوة الأولى، مطالبا إياها بالعودة لتخصيب اليورانيوم عند المستوى الذي حدده لها اتفاق عام 2015 كما تطالب واشنطن بشروط تتعلق بقدرات إيران الصاروخية الباليستية وكذلك دورها السياسي بالمنطقة.

لكن طهران، وكما يؤكد داريني، لا تخف خيبة أملها من موقف إدارة بايدن، مشددا على أن الخطوة الأولى يجب أن تأتي من جانب الولايات المتحدة، لأنها هي التي تراجعت عن الاتفاق ولم تلتزم به وليس إيران.

وتابع أن هناك معسكرين داخل إدارة بايدن، الأول يشجع على العودة غير المشروطة للاتفاق، مقابل المعسكر الآخر الذي يريد إدخال شروط جديدة، "وفي حال قررت واشنطن وضع شروط لا علاقة لها بالاتفاق فإن هذا الأمر سيفشل".

كما أن طهران ترفض بعض المطالب الإقليمية والأوروبية بإشراك دول جديدة في التفاوض بشأن الاتفاق، مشددة على أن الملف النووي منفصل عن الأمن الإقليمي، داعية دول الجوار للبحث معها في قضايا أمن المنطقة، بعيدا عن الولايات المتحدة أو أي قوى دولية لا علاقة لها بالمنطقة.

من جهته، قال كبير الباحثين في معهد كوينسي جوزيف سيرينسيوني إن بايدن سيعود للاتفاق النووي مع إيران، وهو يعمل مع إدارته في الوقت الحالي لبحث آلية للعودة السليمة لتنفيذ بنوده، مؤيدا كلام داريني بأنه من حق الإيرانيين النظر إلى الأفعال وليس الأقوال، معتقدا أن الأسبوعين القادمين سيشهدان بعض الأفعال من الجانب الأميركي تجاه العودة للاتفاق.

وأضاف أن إدارة بادين بدأت إعادة النظر في العقوبات المطبقة على إيران خصوصا الشق المتعلق بتلقي المساعدات، والعقوبات التي تمنع إيران من استيراد اللقاح والمواد اللازمة لمكافحة فيروس كورونا، معبرا عن توقعاته برفع جزئي للعقوبات كبادرة حسن نية.

وتابع أن على البلدان أن يضعا تسلسلا زمنيا متزامنا بين رفع العقوبات الأميركية وعودة إيران للالتزام ببنود الاتفاق، كونها الطريقة الوحيدة التي ستعمل على بناء الثقة بين الطرفين، ونوه إلى أن المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران قد بدأ اتصالات مع حلفاء واشنطن من الأوروبيين، بالإضافة إلى سعيه للاتصال بروسيا والسعودية ودول المنطقة بذات الخصوص.

وفيما يتعلق بمخاوف بعض دول الخليج العربي التي تدفعها للمطالبة بالمشاركة بمفاوضات بشأن اتفاق نووي جديد مع إيران، قال رئيس مركز المدار للدراسات السياسية والإستراتيجية صالح المطيري إن دول الخليج تريد كف يد إيران عن التدخل بشؤون دول المنطقة، بحجة مساعدة بعض الدول، لكن دول الخليج تنظر لهذا "المساعدة" على أنها احتلال ومحاولة لبسط النفوذ الإيراني.

وكان المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية في البرلمان الإيراني أبو الفضل عموي أكد في تصريحات للجزيرة أن إيران تتحاور مع جيرانها لا مع الولايات المتحدة، والمسائل الإقليمية شيء، والاتفاق النووي شيء آخر.