ما وراء الخبر

ما علاقة رحيل ترامب..كيف عاد تنظيم الدولة للعراق وماذا يريد من بايدن؟

قال المحلل السياسي عبد الأمير العبودي إن عودة نشاط تنظيم الدولة في العراق يرتبط برحيل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وذلك لإثبات أن بعض الدول الخليجية ما زالت قادرة على تحريك أذرعها في المنطقة.

وأوضح في -حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر" (2021/1/24)- أن تنظيم الدولة سعى من خلال الهجمات التي نفذها في العراق مؤخرا، وأعلن استهدافه للطائفة الشيعية وتحديدا الحشد الشعبي إنما أراد إرسال رسالة مفادها أن بعض الدول بالمنطقة -مشيرا للسعودية والإمارات- ما زالت قادرة على تحريك البنادق والضرب بقوة حتى بعد رحيل ترامب الذي كان يتغاضى عن كثير من سياساتها.

وكانت هيئة الحشد الشعبي قد قالت إن 11 من أفرادها قتلوا في هجوم "تنظيم الدولة" على قوات الحشد بمحافظة صلاح الدين. من جانبه تعهد المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة في العراق، بالاقتصاص من منفذي الهجوم، الذي يأتي بعد يومين من هجوم انتحاري مزدوج في بغداد تبناه تنظيم الدولة.

أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة النهرين حسين علاوي فأكد أن الهجمات التي نفذها تنظيم الدولة مؤخرا في العراق، تؤكد أن التنظيم ما زال موجودا ولم تتم إبادته كما يحلو للبعض أن يتخيل، لكنه أكد أن وجود التنظيم انحسر في العراق فلم يعد يسيطر على ثلثي مساحة البلاد كما كان قبل عدة سنوات ولا يمتلك نفس حجم قوته السابقة.

وقال إن التنظيم فقد الكثير من قدرته وقواته خلال السنوات الماضية التي استطاعت فيها القوات العراقية تكبيده خسائر هائلة، بحيث إنه لم يعد قادرا على بسط سيطرته على مناطق واسعة، كما أنه افتقد الحواضن الاجتماعية التي تمتع بها في سنوات قوته، لذلك هو يلجأ الآن للاستعانة بالقناصين والانتحاريين وعمليات استنزاف سريعة وتجنب المواجهة المباشرة.

وأضاف أن تنظيم الدولة زرع أناسا كثيرين عند هيمنته على 3 محافظات في العراق، فالتعبئة العقائدية التي نشرها راسخة في أفكار الناس، الذين ترجموا هذه الأفكار والتصورات على شكل عمليات انتحارية أو تفجيرية.

وبحسب علاوي، فإن تنظيم الدولة يعمل على إستراتيجية التنشيط، ويريد إرسال رسائل إلى مقاتليه وإلى الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة جو بايدن بأنه قادر على الوصول بقواته إلى مراكز المدن، وعدم انحسار وجوده فى المناطق الزراعية والنائية.

تحرك عراقي

أما عن تحركات الحكومة عقب الهجوم، استغرب العبودي أن قائد القوات المسلحة كانت لديه لائحة من الأسماء المهيأة للإقالة وكذا التعيين، معتبرا أنه كان من الأولى التوجه إلى جهاز المخابرات وإقالة قائده أعضائه.

ولكنه فوجئ بأنه استهدف الشرطة وخلية الصقور الاستخباراتية فقط، معتبرا أنه تمت إزاحة قياديي هذه التشكيلات.

وبخصوص التدخل الخارجي، أوضح علاوي أن هناك اتفاقا أمنيا إستراتيجيا يربط بين بعثات التحالف الدولي التي جاءت بسبب تنظيم داعش، معتبرا أن هناك إعادة تنظيم.

وأوضح أن هناك ضغطا من أجل استمرار برنامج إخراج القوات الأميركية والأجنبية من العراق، ولكن في المقابل، هناك التزامات تدريبية ولتبادل المعلومات الاستخبارية مما يتطلب وجود بعثات أميركية وأجنبية.