ما وراء الخبر

عشية ذكرى مقتل سليماني.. إيران تهدد وأميركا تحذر

قال محمد الشرقاوي -أستاذ النزاعات الدولية بجامعة جورج ميسون- إن العالم يشهد تصعيدا خطابيا ضمن سياسة الردع الأميركية ضد إيران، وسياسة الانتقام الإيرانية لمقتل قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني

وأضاف الشرقاوي -في حديثه لحلقة (2021/1/1) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن تصريحات القائد الجديد لفيلق القدس إسماعيل قآني هي رسائل لليسار الأميركي الرافض لعملية الاغتيال السياسية التي قام بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب العام الماضي، وأن التهديد الأميركي بالرد لتعرض أي أميركي للأذى هو نوع من الانفعالية.

وتابع أن هناك نوعا من الريبة في تعامل الإدارة الأميركية الحالية مع الملف الإيراني، كما أن هناك انقساما داخل هذه الإدارة في طريقة تعاملها تجاه إيران، وهناك من يرى بأن ضرب إيران هدف لتحقيق مكاسب داخلية أميركية وليس لضبط موازين القوة في الخليج.

وأشار إلى أن العامل الإسرائيلي لاعب رئيسي في التصعيد الحاصل في المنطقة حتى 20 يناير/كانون الثاني الجاري -موعد تسليم السلطة في أميركا- على الرغم من وجود بعض اليمينيين في أميركا يؤيدون وجهة النظر الإسرائيلية، وهناك ترقب لاتخاذ ترامب قرار ضرب إيران من يوم 6 حتى صباح يوم 20 يناير/كانون الثاني الجاري، لأنها باتت مسألة انتقامية لدى ترامب من بايدن وإيران.

ولفت إلى أن قطع ترامب لإجازته ليلة رأس السنة كان لافتا للنظر، بالإضافة إلى صمته أمام الكاميرات وعدم التعليق، وهذا أمر مخالف لشخصية ترامب.

وكان قآني قد قال إن اغتيال سليماني قد يستفز أناسا داخل الولايات المتحدة للانتقام، وهدد بانتقام قاس ممن شاركوا في عملية الاغتيال، كما أكد أن إيران لا تزال مستعدة للرد وستحدد المكان والزمان المناسبين لذلك.

من جهته، قال أستاذ النزاعات الدولية بمعهد الدوحة للدراسات العليا إبراهيم فريحات، إن تصريحات قآني بالانتقام لمقتل سليماني يمكن أخذها وفقا لسياقين، الأول يعرف بمفهوم تشتت مركز القوة الموجودة في طهران ويظهر هذا من خلال تعدد التصريحات في إيران والتي قد تصل حد التناقض، والسياق الثاني يأتي في إطار الحرب النفسية.

وأضاف أن أميركا لا تخشى الرد الإيراني على الرغم من كَم التصريحات التي تطلقها طهران، خصوصا أن الجميع يعرف أن الهدف الأول لدى طهران هو تمرير ما تبقى من فترة ترامب دون أي تصعيد، لافتا إلى أن التأهب الأميركي هو لتحسب قيام طهران أو أذرعها بعملية ما في المنطقة انتقاما لمقتل سليماني في ذكرى وفاته.

وتابع أن الانقسام الأميركي تجاه الملف الإيراني كبير، ولا يستبعد أن تقوم أميركا بضرب إيران في أي وقت، لأن التصعيد بات أميركيا تجاه إيران وليس العكس.

وكانت شبكة "إن بي سي" (NBC) الأميركية قد نقلت عن مسؤول أميركي أن الولايات المتحدة تشهد مؤشرات متزايدة على أن إيران قد تخطط لشن هجوم على القوات أو المصالح الأميركية في الشرق الأوسط. وشدد المسؤول على أن بلاده تأخذ على محمل الجد هذه المؤشرات، رغم اعترافه بأنه من الصعب قراءة نية إيران أو التنبؤ بها.