
ألمانيا بين غازين.. هل يسمم نافالني علاقات موسكو وبرلين؟
ووصف سيدروف -في حديث لحلقة (2020/9/8) من برنامج "ما وراء الخبر"- الأزمة الحالية بين روسيا وألمانيا بشأن اتهام برلين موسكو بتسميم المعارض الروسي أليكسي نافالني بالتصعيد غير المسبوق في العلاقات بين البلدين والاتحاد الأوروبي بشكل عام.
وأكد أن على ألمانيا تغيير موقفها من مشروع الغاز الطبيعي رغم أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل متحمسة لهذا المشروع، وطالبت سابقا بعدم تسييسه.
وكانت موسكو قد استدعت السفير الألماني لديها بعد تأكيد برلين وجود أدلة على تورط موسكو بتسميم المعارض نافالني.
وطالبت روسيا ألمانيا بتقديم نتائج التحاليل الخاصة بنافالني، فيما لوحت ألمانيا باحتمال تأثر مشروع خط جديد لنقل الغاز من روسيا بتداعيات تسميم نافالني.
وفي مؤشر على غضب موسكو من المدى الذي بلغته أزمتها مع برلين، اتهمت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا ألمانيا بممارسة الخداع وإثارة ما سمتها ضجة سياسية قذرة بشأن وضع نافالني، وبالمماطلة في تقديم المعطيات التي طلبتها روسيا رسميا من ألمانيا.
في المقابل، قال غونتر مولاك الدبلوماسي الألماني الأسبق مدير المعهد الألماني للدراسات الشرقية إن بلاده ستقدم كل ما لديها بشأن المعارض الروسي، معتبرا أن حديث برلين عن أدلة لتسميمه ليس من فراغ وإنما بناء على أدلة.
وأوضح مولاك أن موسكو رفضت إمداد برلين بأي معلومات عن ملابسات ما وقع مع أليكسي نافالني.
تضارب وضغوط
من جانبه، قال الصحفي والمحلل السياسي زاهي علاوي إن هناك تضاربا في المواقف الألمانية، فالحكومة لا ترى مبررا لوقف مشروع الغاز الطبيعي، لكنها تماطل في إعطاء إجابة واضحة، فيما يقول مسؤول السياسة الخارجية في حزب المستشارة ميركل أن من الواجب وقف هذا المشروع، باعتباره بمثابة عصب الحياة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتمويل حكومته.
وأوضح علاوي أنه تم إنجاز نحو 90% من مشروع الغاز الطبيعي الروسي، والمناورة تتم على نحو 10% فقط من المشروع، وهو ما يجعل الحكومة الألمانية تنتظر موقفا أوروبيا موحدا للتعامل مع روسيا في قضية نافالني.
وعاد الكاتب والمحلل السياسي الروسي يفغيني سيدروف ليؤكد أن بلاده بدأت تحقيقا في قضية نافالني، مشيرا إلى أن كل التحاليل والفحوصات التي أجريت عليه في روسيا قبل انتقاله إلى ألمانيا لم تبين أنه تعرض للتسمم.
وأكد سيدروف أن هناك تشكيكا واسعا في ادعاء تعرض نافالني للتسمم، وإلا لما سمحت موسكو له بالانتقال إلى ألمانيا من أجل العلاج، معتبرا أن لهذه الاتهامات خلفية سياسية واضحة.
لكن الدبلوماسي الألماني الأسبق غونتر مولاك استشهد بالملاحقة التي تقوم بها السلطات الروسية لكثير من المعارضين، والتي وصلت حد اغتيال عدد منهم، كما أن بوتين ما زال مصرا على دعم النظام السوري، وهذه أمور دفعت ميركل لقول كفى.
واستبعد الصحفي والمحلل السياسي زاهي علاوي انسحاب ألمانيا من مشروع الغاز الطبيعي، لأنها تعتمد بشكل كبير على هذا الغاز رغم الضغوطات الأميركية بهذا الشأن.
وأكد سيدروف على أن الولايات المتحدة هي المستفيدة فقط من دعوات وقف مشروع الغاز الطبيعي الروسي مع ألمانيا، وسبق أن طلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب ذلك من ميركل.