ما وراء الخبر

صفقة تبادل الأسرى بين الحوثيين والشرعية.. هل هي نصر أم وهم من أوهام غريفيث؟

قلل نبيل خوري النائب السابق لرئيس البعثة الأميركية لليمن من أثر اتفاق تبادل الأسرى الذي أعلن عنه في سويسرا بين الحوثيين والحكومة الشرعية، واعتبر أن الأمر ليس أكثر من وهم من أوهام النصر.

وقال خوري -في تصريحات لبرنامج "ما وراء الخبر" في حلقة (2020/9/26) إن المبعوث الأممي مارتن غريفيث فشل منذ توليه مهامه في تحقيق أي نصر يذكر في الصراع الدامي الذي يشهده اليمن منذ سنوات، بل إنه لم يستطع أن يحدث مجرد خرق من شأنه أن يعطي الأمل في التوصل لإنهاء الصراع والحرب في اليمن.

وتعليقا على تفاؤل غريفيث فيما تم التوصل إليه في المحادثات التي تستضيفها سويسرا بين الحكومة اليمنية والحوثيين، بشأن الاتفاق على تبادل الإفراج عن نحو ألف أسير؛ قال خوري إن غريفيث في كل ملف يكلف به في اليمن كان يعطي انطباعات متفائلة توحي بأن الأمور في طريقها للحل، لكن ذلك لم يحدث ولو مرة واحدة.

واتهم خوري المبعوث الأممي بالتركيز على قضايا إنسانية، ليست من اختصاصه، للتغطية على فشله في حل الأزمات السياسية الكبري، والتي هي من مسؤولياته، مشيرا إلى فشله في التهدئة بالحديدة، مؤكدا في الوقت ذاته أن قضايا الأسرى مسألة يجب أن تديرها منظمات المجتمع المدني والصليب الأحمر، ولا ينشغل بها المبعوث الأممي الذي ذهب لليمن بهدف التهدئة.

وعلى الصعيد نفسه، تساءل أستاذ العلوم السياسية في جامعة الحديدة فيصل الحذيفي عن سبب تهليل المبعوث الأممي بما تم الإعلان عنه اليوم بشأن تبادل نحو ألف أسير، في حين يصل عدد "المختطفين" اليمنيين لدى الحوثيين إلى عشرات الآلاف.

وأشار الحذيفي إلى أن الحوثيين والشرعية كانوا قد توصلوا في مباحثات ستوكهولم والأردن لإطلاق سراح جميع الأسرى، وليس مجرد ألف أسير.

واعتبر الحذيفي أن اليمنيين هم الخاسر الأكبر في هذه المحادثات، لأن الحوثيين يأسرون مدنيين تم اختطافهم من بيوتهم وليسوا جنودا، كما تحدث عن تجاهل سعودي وحوثي للحكومة الشرعية، بعد أن تبين أن المفاوض السعودي الذي شارك في محادثات سويسرا طرح أسماء جنود أسرى له لدى الحوثيين، من دون أن ينسق ذلك مسبقا مع الحكومة الشرعية.

وعلى العكس من وجهات النظر هذه، رأى وكيل وزارة الإعلام التابعة للحوثيين نصر الدين عامر أن اتفاق تبادل الأسرى الذي أعلن اليوم يشكل خطوة جيدة في بناء الثقة، قد تؤدي إلى التوصل لحلول شاملة ولوقف إطلاق النار إذا تم الالتزام من الجانب السعودي والإماراتي بما يتم الاتفاق عليه، وأبدوا نية صادقة ورغبة حقيقية في إنهاء الحرب.

لكن مسألة بناء الثقة كانت مصدر تهكم لكل من خوري والحذيفي، اللذين تساءلا: كم سنة يتطلب الأمر حتى يتم بناء الثقة بين الحوثيين وكل من السعودية والإمارات؟

ومضى خوري يشكك في نوايا السعودية بإنهاء الحرب، مؤكدا أنها لو أرادت ذلك فإن الأمر مرهون بمجرد قرار من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، "لكنه لا رغبة إقليمية أو دولية في إنهاء الحرب باليمن"، وأضاف أن الحرب باليمن اتخذت بناء على البند السابع، فلماذا لا يتخذ قرار السلام تحت البند نفسه ليتم إلزام الجميع به.

واتفق عامر مع وجهة النظر هذه، وقال إن السعودية لو أرادت السلام حقيقة، فإنه يتعين عليها رفع الحصار عن اليمن ووقف غاراتها الجوية.