ما وراء الخبر

هذا ما يريده قادة السودان ثمنا للتطبيع مع إسرائيل

حدد المحلل والباحث السياسي الباقر العفيف المطالب التي يريدها قادة السودان للموافقة على التطبيع مغ إسرائيل، وأكد أن شقيْ الحكم في البلاد لا يمانعان إذا تحققت هذه المطالب.

وأوضح العفيف في تصريحات لبرنامج "ما وراء الخبر" بحلقته بتاريخ (2020/9/26) أن السودان يريد أن تقوم أميركا برفع اسمه من قائمة الدول الداعمة للإرهاب، وكذلك شطب جميع الديون المستحقة عليه والبالغة 65 مليار دولار، والتوقف عن مطالبه بتعويض ضحايا الهجمات الإرهابية بسبب استضافته زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن.

ومضى مؤكدا أن الديون الخارجية على السودان يتحملها النظام السابق الذي أطاح به الشعب بثورة شعبية عارمة، واتهمه بسرقة هذه الأموال

وقد رفض الباحث معلومات أوردتها "فورين بوليسي" تحدثت عن أثمان "بخسة وزهيدة" لن يرضى بها السودان للتطبيع مع إسرائيل، وكانت المجلة قد أشارت إلى أن الولايات المتحدة تعهدت بدفع 500 مليون دولار لدعم السودان تقدم على شكل مشاريع ومساعدات متفرقة، في حين تعهدت الإمارات بنحو 600 مليون تقدم كوقود للسودان، وتكفلت إسرائيل بـ 10 ملايين تدفع مباشرة للموازنة السودانية.

وفي ضوء العروض الأميركية والإسرائيلية والإماراتية مقابل المطالب السودانية، اعتبر العفيف أن الكرة الآن في ملعب الإدارة الأميركية، وأنها إذا وافقت على هذه المطالب فإن الخرطوم وفي نفس اللحظة ستعلن التطبيع مع تل أبيب.

بالمقابل، وصف رئيس كتلة المشروع الوطني الجامع محمود عبد الجبار ما يتعرض له السودان، من ضغوط للتطبيع مع إسرائيل، بأنه ابتزاز وعهر سياسي غير مقبول، مشددا ‘على أنه يتعين على الإدارة الأميركية شطب اسم السودان من قائمة الإرهاب فورا ودون شروط، لأن السودانيين أطاحوا بالنظام الذي دعم الإرهاب وفقا للرؤية الأميركية.

وسخر عبد الجبار من الأثمان التي تعرض على بلاده لقبول التطبيع مع إسرائيل، وكسر القرارات السودانية المعمول بها منذ عقود والتي تجرم التطبيع، وقال "كنت أظن من يريد أن يبيع السودان والسودانيين يبحث عن أثمان أغلى بكثير، من مجرد 500 مليون دولار أو 600 مليون أو 10 ملايين".

وشدد على أن السودان بلد موارد ضخمة، قادر على النهوض من أزماته الحالية، دون أن يضطر لأن يتخلى عن كرامته، مشيرا إلى أن بيع السودان محاصيل السمسم والصمغ والكركديه سيجلب له أرقاما أكثر بكثير مما تعرضه عليه أميركا والإمارات وإسرائيل.

واختتم عبد الجبار حديثه بسؤال: لماذا يريد البعض إيهام السودانيين بأن التطبيع مع إسرائيل سيجلب لهم الرخاء الاقتصادي والرفاه؟ مؤكدا أن الكثير من الدول المطبعة مع إسرائيل لا يجد شعبها ما يأكله، وبالمقابل هناك دول لا تطبع مع تل أبيب تنعم شعوبها بالرفاه والكرامة.