ما وراء الخبر

تعارضها دول مجلس الأمن.. ما فاعلية العقوبات الأميركية على إيران؟

قال أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية حسن البراري إن العقوبات الأميركية ستلحق ضررا بالاقتصاد الإيراني، معتبرا أن إيران تعمل على ربح الوقت في انتظار أن يخسر ترامب الانتخابات الرئاسية الوشيكة.

وأضاف البراري -في حديث لحلقة (2020/9/22) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية جو بايدن قال إن الولايات المتحدة ستعود للاتفاق النووي مع إيران بتعديلات بسيطة، الأمر الذي تُعوّل عليه طهران.

وأضاف البراري أن هذه العقوبات الأميركية تُعقّد علاقات الولايات المتحدة مع المجتمع الدولي، وقد عزلتها من دون أن تعزل إيران، لأن 13 دولة في مجلس الأمن لم تصوِّت لصالح أميركا، مؤكدا أن هذا سيدفع الولايات المتحدة للصدام؛ ليس فقط مع الصين وروسيا، بل مع الدول الأوروبية التي رفضت هذه العقوبات.

ووسط اعتراضات أوروبية وروسية وصينية، أعلنت الإدارة الأميركية إعادة فرض العقوبات الأممية على إيران، عبر تفعيل آلية فض النزاع بالاتفاق النووي، الذي انسحبت منه واشنطن.

وغداة هذا الإجراء وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات مشددة على إيران، ويهدف إلى تقييد مساعيها النووية والصاروخية وخططها للحصول على أسلحة.

وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن حزمة العقوبات الجديدة تشمل وزير الدفاع الإيراني وشخصيتين رئيسيتين في برنامج طهران لتخصيب اليورانيوم.

في المقابل، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن العقوبات الأميركية على إيران ليست جديدة، ولن تؤثر كثيرا، لكنه أكد أنها بهذه العقوبات لا تتخذ إجراءات ضد بلاده، بل ضد العالم بأسره.

من جانبه، قال مدير الأبحاث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى باتريك كلاوسن إن من حق كل دولة تأويل قرارات مجلس الأمن وفق رؤيتها، مؤكدا أن الاتفاق النووي يتيح لأي دولة ترى خروقا إعادة تفعيل العقوبات على إيران، وهذا ما فعلته الولايات المتحدة.

وأضاف كلاوسن أن الرئيس الأميركي سعى مرارا للقاء نظيره الإيراني حسن روحاني للتفاوض حول الاتفاق النووي، إلا أن الأخير رفض ذلك.

لكن الباحث المتخصص في الدراسات الأميركية الإيرانية توحيد أسدي اعتبر أن ترامب يهدف من سعيه للقاء روحاني إلى التقاط صور تفيده على الصعيد الداخلي، مُذكّرا بلقائه مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون.

وأضاف أسدي أن الولايات المتحدة لا تحترم قرارات مجلس الأمن أو الاتفاق النووي، مشيرا إلى تناقض واشنطن التي انسحبت من الاتفاق ثم تفرض عقوبات بموجبه.

وأوضح الباحث الإيراني أن هذه العقوبات فُرضت بصورة منفردة من قبل الولايات المتحدة، بعد أن فشلت في حشد تأييد لها، وهذه ليست المرة الأولى التي تفرض فيها واشنطن عقوبات على إيران، ولن تكون الأخيرة، وهي عقوبات "غير إنسانية".

واعتبر أسدي أن الولايات المتحدة فشلت في الجهود الدبلوماسية بعد أن انسحبت من الاتفاق النووي، وهي بهذه العقوبات "تصب الزيت على النار".