ما وراء الخبر

هكذا يرعب محمد علي السيسي ويقلق أجهزته الأمنية

قال الكاتب والمحلل السياسي عمر عياضرة إن رجل الأعمال المصري محمد علي أصبح قادرا على إثارة رعب الرئيس المصري واستفزاز أجهزته الأمنية بمجرد تغريدة يطلقها صباحا يدعو فيها للتظاهر مساء في مصر.

وأكد عياصرة في تصريحات لبرنامج "ما وراء الخبر" بتاريخ (2020/9/20) أن النظام المصري الحالي يتخوف جدا من مجرد فكرة التظاهر، لأن المظاهرات هي التي أسقطت نظام الرئيس حسني مبارك، و"المظاهرات الموهومة" هي التي أسقطت نظام الرئيس محمد مرسي، لذلك فإن السيسي لا يسمح بالتظاهر أبدا، وهو ما دأب رجل الأعمال محمد علي على الدعوة إليه.

بدوره أشار عضو ائتلاف شباب الثورة ياسر الهواري إلى أن التظاهر في مصر أصبح يعتبر جريمة منذ فرض قانون عام 2014 الذي يجرم أي مظاهرة تخرج من دون تصريح رسمي من السلطات الأمنية، مشيرا في الوقت ذاته إلى استحالة منح المظاهرات أي تصريح.

وشدد الهواري على أن التظاهر السلمي هو أحد أهم أشكال التعبير عن رأي للشعب والجماهير، وهو حق أساسي لا يجب المساس به طالما أن المظاهرات لا تتضمن أي أعمال تخريبية.

لكن الكاتب والمحلل أحمد العناني نفى وجود أي تاثير لدعوات التظاهر التي يطلقها محمد علي من إسبانيا، وأكد أن الأخير لا يمتلك أي تأثير أو نفوذ على الشارع المصري، مشددا على أن الشارع المصري بأكمله مؤيد للسيسي وممتن لكل ما قدمه إلى مصر من نهضة اقتصادية وبنية تحتية واستقرار سياسي وأمني بالبلاد.

وقال العناني إن الذين استجابوا العام الماضي لدعوة محمد علي هم قله قليلة من المنتمين لمن أسماها الجماعات الإرهابية، واتهم محمد علي بأنه يملك أجندة تتحكم بها هذه الجماعات.

وقلل المحل المصري كذلك من أهمية الترندات المناهضة للرئيس السيسي والتي تطغى على وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدا أن هذه التغريدات تدار أيصا من الجماعات الإرهابية وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسليمن، على حد رأيه، مشيرا في الوقت ذاته إلى عشرات الوسوم (الهاشتاغات) التي يطلقها المصريون تأييدا للسيسي.

يد من حديد
ورغم أن التضييق الأمني الذي تفرضه السلطات في مصر على المجتمع المصري، ونجاحها لغاية الآن في الحيلولة دون خروج مظاهرات حاشدة ضد السيسي، فإن الهواري أكد أن القبضة الأمنية المشددة قد تنجح لبعض الوقت في تأخير ساعة الانفجار، لكن الانفجار سيأتي حتما وسيكون أشد قوة لكما زاد الكبت، وأكد أن الحل الأمثل هو الحوار السيسي وترك متنفس للشعب للتعبير عن رأيه.

من جانبه رأى عياصرة أن لحظة الانفجار قادمة لا محالة، وأن التنمية التي يتحدث عنها مؤيدو السيسي لم يشعر بها عامة الشعب المصري، بل إن الأوضاع الاقتصادية ساءت بشكل كبير عما كانت عليه قبل وصول السيسي للسلطة.

ورغم كثرة الاعتقالات في الشارع المصري التي لم تقتصر على أعضاء جماعة الإخوان، بل شملت شيوعيين ويساريين ومفكرين وصحفيين ومثقفين وبعض من كانوا محسوبين على السيسي، فإن العناني أصر على أن مصر السيسي يوجد بها ديمقراطية حقيقية وتعددية حزبية ومعارضة داخلية نشيطة وفاعلة.