ما وراء الخبر

تحذير أممي من انهيار الوضع باليمن.. هل طلبت الرياض من موسكو التوسط لحل الأزمة مع إيران؟

قال الخبير في شؤون الأمم المتحدة عبد الحميد صيام إن اتصال موسكو مع المجلس الانتقالي الجنوبي للتوسط لحل الأزمة اليمنية يعود إلى العلاقة القديمة والتاريخية التي تربط بين روسيا وجنوب اليمن.

ولم يستبعد صيام أن تكون موسكو دخلت على خط الأزمة اليمنية بطلب من السعودية، التي قال إنها وجدت نفسها في مأزق لا تستطيع الخروج منه، حيث ورطت نفسها في حرب مكلفة لا تبدو لها نهاية في الأفق القريب، وفي الوقت ذاته اتضح لها أن حليفها الإماراتي تخلى عنها، بل إنه نقض الاتفاقيات المبرمة معها.

وأشار صيام -في تصريحات لبرنامج "ما وراء الخبر" في حلقة (2020/9/16)- إلى قيام الإمارات بطرد قوات الحكومة الشرعية المدعومة سعوديا من جزيرة سقطرى، وإقامة ما يشبه حكما ذاتيا في جنوب اليمن من دون التشاور مع السعودية، والنكث بالاتفاق الذي جرى التوصل له بالرياض بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي.

ولذلك، فمن وجهة نظر صيام فإن السعودية تبحث الآن عمن يستطيع إنزالها عن الشجرة التي صعدت إليها، ولذلك لجأت إلى موسكو للتدخل لدى طهران، والتوصل لاتفاق ينهي الأزمة في اليمن ويخرج السعودية من مأزقها.

وكان وزير الخارجية السعودي ووزير الدولة للشؤون الخارجية بحثا مؤخرا الوضع في اليمن مع كثير من المسؤولين في دول العالم، من بينها روسيا ومصر والإمارات والبحرين والكويت والأردن والسنغال والمغرب.

كما لم يستبعد صيام أن تكون موسكو مرتابة من النفوذ الأميركي والإسرائيلي المتزايد في المنطقة، خاصة بعد الاتفاقيات التي أبرمتها كل من الإمارات والبحرين مع إسرائيل، كما أنها مهتمة بتهدئة قلق حليفتها طهران من اقتراب إسرائيل من حدودها.

إعلان

لكن نصر الدين عامر وكيل وزارة الإعلام التابعة لجماعة الحوثي أكد أن الحوثيين لن يقبلوا أي حلول تُفرض عليهم من الخارج، وشدد على قناعته بأن اليمنيين قادرون على الوصول فيما بينهم لحل للأزمة، رغم عدم تشكيكه في نوايا موسكو، التي قال إنها لا تملك أي تواجد عسكري باليمن.

أما وكيل وزارة الإعلام في الحكومة الشرعية محمد قيزان فاتهم الحوثيين بأنهم يأخذون قرارهم من طهران، وأنهم يتحركون وفق ما يطلبه الإيرانيون منهم.

التحذير الأممي

وفي ما يتعلق بالتحذير الذي أطلقه مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث من ذهاب اليمن لكارثة حقيقية، ودعوته الأطراف المتصارعة للتوصل لاتفاق بشأن وثيقة وقف إطلاق النار؛ لم يتردد الخبير الأممي في وصف تحذير غريفيث بأنه النداء الأخير، واصفا الوضع في اليمن بالكارثي بسبب مواصلة الاقتتال وجائحة كورونا وإغلاق مطار صنعاء وعدم وصول المساعدات، مشيرا إلى أن السعودية والإمارات لم تدفعان فلسا واحدا من الأموال التي وعدت بها صندوق التنمية اليمني.

لكن المسؤول في حكومة الحوثي قال إن غريفيث نفسه يتحمل مسؤولية ما وصلت إليه الأوضاع في اليمن، لأنه لم يقدم شيئا لحلحلة الوضع الإنساني الكارثي هناك، وبالتالي إمكانية تشكيل بارقة أمل لإيجاد تسويات سياسية، وربما عسكرية، مشددا على أن الحوثيين يهتمون أولا بالشأن الإنساني.

واتفق المسؤول في الحكومة الشرعية على تحميل المبعوث الأممي مسؤولية ما وصل إليه اليمن، واتهمه بعدم تحديد الطرف الذي يواصل الاعتداء وقصف المدن والمدنيين بالصواريخ الباليستية، في إشارة إلى الحوثيين.