ما وراء الخبر

مظاهرات شرقي ليبيا.. من المسؤول عن تراجع الأوضاع المعيشية؟

اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الليبي إبراهيم بلقاسم أن المظاهرات في شرقي ليبيا ليست بعيدة عما حدث في طرابلس، وكلتاهما ذات دوافع معيشية نتيجة المعاناة التي يعيشها الليبيون، مشبها ذلك بكرة الثلج.

وأوضح بلقاسم -في حديث لحلقة (2020/9/14) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن الشعار الأبرز للاحتجاجات هو "محاربة الفساد"، متهما قوى دولية بدفع الأطراف الليبية إلى إغلاق حقول النفط.

وبحسب مصادر ليبية، فقد استجاب اللواء المتقاعد خليفة حفتر بالتعزيزات العسكرية للمظاهرات التي خرجت في بنغازي. وأكدت المصادر أن قوات أرسلها حفتر إلى مدينة المرج شرقي ليبيا منعت بقوة السلاح تظاهر المواطنين، الذين حاولوا الخروج احتجاجا على تردي أوضاعهم المعيشية، وعلى مقتل شاب في المدينة وإصابة آخرين برصاص قوات الأمن مساء السبت.

وبحسب تلك المصادر، فإن احتجاجات المرج سبقها اعتقال نشطاء على خلفية اتهامهم بتأليب الشارع والتحريض على التظاهر في المرج وبنغازي. قوات حفتر خرجت للتعليق على تلك الاحتجاجات بتصريحات يقول مراقبون إنها تعكس حالة التناقض التي تجد فيها نفسها إزاء تلك الاحتجاجات.

من جانبه، أكد حافظ الغويل كبير الباحثين في معهد السياسات الخارجية في جامعة جونز هوبكنز، أن الفشل الإداري هو السبب الرئيسي في اندلاع الاحتجاجات في العديد من المدن الليبية، ملقيا باللوم على السياسيين من الطرفين الذين فشلوا في بناء أسس دولة تقدم الخدمات.

إعلان

وذكّر الغويل بوصف المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا غسان سلامة ما يحدث في البلاد بـ"النهب".

وأكد الغويل أن ما سماه بـ"عدوان" حفتر على طرابلس سبب أساسي في تدهور الأوضاع في عموم ليبيا، معتبرا أن حفتر لا يستطيع السيطرة على طرابلس، وقد فشل في كل أموره السياسية والعسكرية، لكنه وجد دولا كالإمارات تدعمه في هذا العدوان.

وبينما أكد الباحث في الشأن الليبي خليفة الحداد أن جميع المناطق الليبية تشترك في المعاناة نفسها، اعتبر أنه لا يمكن قياس المزاج العام في شرق ليبيا بسبب القبضة الأمنية لقوات حفتر، على عكس الغرب الليبي حيث يُسمح للمتظاهرين بالتعبير عن آرائهم.

وأضاف الحداد أن المظاهرات الأخيرة في بنغازي كسرت الخطوط الحمراء لقوات حفتر، متوقعا أن تتصاعد الأحداث في المرحلة المقبلة.