ما وراء الخبر

مناورات إيرانية على وقع تطبيع إماراتي.. أهي طبول الحرب أم رسالة ردع؟

قالت الباحثة بمركز الجزيرة للدراسات والخبيرة في الشأن الإيراني فاطمة الصمادي إن إيران ترى في الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي تهديدا صريحا لها، مما دفعها لإرسال رسائل عديدة عبر إجراء مناورات عسكرية ضخمة.

وأوضحت الصمادي -في حديث لحلقة (2020/9/10) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن طهران تقرأ هذا الاتفاق ضمن سلسلة من التحديات التي تواجهها، بدءا من اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني مطلع العام الجاري، إضافة إلى تفجيرات داخل منشآت إيرانية، وتصاعد الضغوط الأميركية على طهران.

وأضافت أن هناك انسجاما في التصريحات السياسية والعسكرية الإيرانية التي تؤكد على خطورة التهديد الأمني لاتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي.

وبدأت إيران مناورات عسكرية تستغرق 3 أيام على مساحة مليوني كيلومتر مربع من مضيق هرمز حتى شمال المحيط الهندي. يأتي ذلك في وقت انتقد فيه الرئيس حسن روحاني ما سمّاه خداع إسرائيل لبعض الدول العربية عبر التطبيع، قائلا إنه ليس أمام الإيرانيين سوى الدفاع عن بلادهم ومصالحها.

وشهد اليوم الأول من المناورات تدريبات على إنزال للقوات البحرية والقوات الخاصة المدعومة بالقوات البحرية، والسيطرة على سواحل واسعة في عمليات تحاكي التعامل مع عدو افتراضي، فضلا عن تدريبات تتعلق بالشق الاستخباراتي والطائرات دون طيار.

وقال المتحدث باسم المناورات الأدميرال شهرام إيراني إن القوات المسلحة وجهت تحذيرات مباشرة للطائرات الأميركية المسيّرة، التي ظهرت في نطاق منطقة المناورات، وحذّرتها من أنها قد تصبح أهدافا مشروعة إذا اقتربت أكثر من السواحل الإيرانية.

إعلان

من جانبه، قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد المتقاعد إلياس حنا إن إيران تريد أن تثبت أن هذه منطقة نفوذ لها، وهذه ليست المرة الأولى التي تجري فيها مناورات، كما أن طهران تريد أن ترسل رسالة ردع خصوصا في ظل التطبيع الإماراتي الإسرائيلي.

وأضاف حنا أن "هذه المناورات تأتي في إطار دعم الموقف السياسي والدبلوماسي لإيران، ولا تعبر بالضرورة عن اتجاه إيراني لغزو بلد خليجي مثلا".

واتفقت الصمادي مع العميد المتقاعد إلياس حنا في أن هدف هذه المناورات دفاعي استباقي، مُذّكرة بأنها تحمل شعار "أمن دائم في ظل اقتدار دفاعي"، وكأن طهران ترسل رسالة مفادها أن محاولة الإخلال بموازين القوى في المنطقة لن تمر وسيتم الرد عليها.

وأشار حنا إلى أن إيران -التي كانت تقاتل إسرائيل في لبنان وغزة- تخشى أن تنتقل هذه المواجهة إلى قرب أراضيها.

وعن الحجم الضخم للمناورات الإيرانية، قال حنا إن إيران تريد تجربة كل أنواع الأسلحة التي لديها ومنها الغواصات والصواريخ، للإشارة إلى أن لديها جيشا حديثا قادرا على المواجهة.

وأشارت الصمادي إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يطغى فيها البعد الأمني على العلاقات الإيرانية الإماراتية، مستشهدة بحديث رئيس غرفة التجارة الإيرانية عن تأثر العلاقات الاقتصادية مع الإمارات نتيجة هذا الاتفاق، علما بأن الإمارات هي ثاني أكبر شريك اقتصادي لإيران.

وأوضحت أن المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي شدد على أنه لم يحدث في تاريخ الجمهورية الإسلامية أن تقدم البعد الاقتصادي على الأولويات الإستراتيجية الكبرى، وهي المقاومة والعداء لأميركا وإسرائيل، مما يؤكد أولوية البعد الأمني على الاقتصادي بالنسبة لإيران.