ما وراء الخبر

مشاورات حكومة جديدة.. هل تدفع الضغوط الدولية اللبنانيين إلى التوافق؟

قال الكاتب والمحلل السياسي سركيس أبو زيد إن لبنان يواجه اليوم أزمة وجودية تطال أكثر من مستوى في ظل غياب اتفاق بين السياسيين حول المرجعية السياسية، هل هي الدستور أو اتفاق الطائف أو غير ذلك؟

وأضاف أبو زيد -في حديث لحلقة (28/8/2020) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن هناك حالة من التفكك للقوى السياسية، ففريق 8 آذار مفكك، وكذلك فريق 14 آذار، وكذلك القوى الشعبية التي قامت بانتفاضة مؤخرا مفككة ولم تتفق على برنامج واضح.

وأشار أبو زيد إلى أن البعض يستقوي بالخارج رغم تضارب مصالح الدول المتدخلة في الشأن اللبناني.

وكانت الرئاسة اللبنانية قد حدّدت الاثنين المقبل موعدا للاستشارات النيابية الملزمة، لتسمية رئيس جديد للحكومة. وقد بدأت اتصالات مكثفة بين مختلف القوى السياسية للتوافق على اسم رئيس الوزراء المقبل، وتجري الاستشارات النيابية، قبيل ساعات من زيارة الرئيس الفرنسي الثانية إلى بيروت.

وقد تكثفت اللقاءات والاتصالات بين القوى السياسية في محاولة بلورة توافق يسبق بدء الاستشارات النيابية الملزمة. وكشفت مصادر سياسية عن تلقي الأحزاب اللبنانية تصورا فرنسيا لحل الأزمة يقوم على التعجيل بتشكيل حكومة كفاءات تعمل على وضع خطة إصلاحية وتنظيم انتخابات تشريعية خلال عام.

وبالموازاة مع ذلك يقوم البرلمان باعتماد قوانين إصلاحية، على أن يُجرى تدقيق شامل في حسابات المصرف المركزي. في المقابل، تتعهد فرنسا بالسعي إلى عقد مؤتمر للدول المانحة لتأمين مساعدات مالية للبنان.

من جانبه، قال الكاتب الصحفي منير الربيع إن الدعوة لاستشارات تشكيل حكومة جديدة تمت تحت الضغط الفرنسي، معتبرا أن الرئيس إيمانويل ماكرون يريد تحقيق إنجاز استعراضي في لبنان، من خلال زيارته الأولى، ويريد تتويج ذلك بتشكيل حكومة.

واعتبر الربيع أن حديث وزير الخارجية الفرنسي شكل عامل ضغط على القوى السياسية اللبنانية للذهاب إلى مشاورات تشكيل الحكومة.

وأشار الربيع إلى أنه مع الاقتراب من عام 2023 -الذي يوافق مرور 100 عام على اتفاقية لوزان- فإن هناك متغيرات جيوإستراتيجية ستحدث في المنطقة.

وعاد الكاتب والمحلل السياسي سركيس أبو زيد ليؤكد أن الأهم في هذه الاستشارات هو الاتفاق على صيغة الحكومة وبرنامجها، مؤكدا أن النظام السياسي في لبنان أصبح خارج الزمن ولا يوجد بديل عن اتفاق الطائف رغم أنه لا يمكن تطبيقه في الوقت نفسه.

وتساءل أبو زيد، هل سينتهي لبنان الكبير في ذكرى مرور 100 سنة على وجوده؟