
احتجاجات في مدن عدة.. من يتحمل مسؤولية معاناة الليبيين؟
وأضاف الأسطى -في حديث لحلقة (25/8/2020) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن مجلس النواب في طرابلس أصدر أمس الاثنين بيانا يؤكد فيه على أحقية التظاهر.
وفي سياق احتجاجات بدأت يوم الأحد وشهدتها شوارع العاصمة الليبية طرابلس ومدينة مصراتة، تعبيرا عن رفض سوء الأوضاع المعيشية وتردي الخدمات العامة وتأخير دفع الرواتب، ردد متظاهرون شعارات غاضبة من أداء حكومة الوفاق الوطني وجهازها التنفيذي، واتهموهما بالتقصير في توفير السيولة النقدية وتقديم الخدمات.
بيد أن اجتماعا بموازاة هذه الاحتجاجات، ضم رئيس المؤسسة الوطنية الليبية للنفط مصطفى صنع الله، مع سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا آلن بوجيا، ألمح إلى أن معاناة الليبيين تفاقمت بسبب الآثار السلبية لشح الميزانيات المخصصة لقطاع النفط، نتيجة الإغلاق القسري والأوضاع الأمنية المتردية، عقب انتشار المرتزقة والأسلحة في المواقع النفطية.
من جانبه، أعلن رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج البدء في إجراء تعديلات وزارية في القطاعات الخدمية، وأكد أن التظاهر السلمي والاحتجاج هما حق مشروع للشعب، من واجب حكومته الاستماع إليه وتلبية مطالبه.
وحمّل السراج اللواء المتقاعد خليفة حفتر مسؤولية إفشال مبادرات السلام وجهود وقف الحرب، بوصفهما سببا في خلق معاناة الليبيين واستدامتها.
واتفق عضو مجلس النواب الليبي المنعقد في طبرق صالح قلمة مع ما قاله عضو مجلس النواب في طرابلس خالد الأسطى، مشيرا إلى أن خروج المظاهرات يتحمله الجميع وفي مقدمتهم فايز السراج، وكل من ساهم في وصول المشهد الليبي إلى ما هو عليه الآن.
وأوضح قلمة أن المظاهرات موجودة في عدد من المدن الليبية بما فيها مدينة سبها الجنوبية، معتبرا أنها مظاهرات عفوية نتيجة القهر والجوع وسوء أوضاع الجنوب تحديدا.
وأكد قلمة أن البرلمان المنعقد في طبرق -الذي وصفه بالشرعي والمعترف به دوليا- يرى الحل في تشكيل حكومة واحدة لليبيين، منتقدا في الوقت نفسه أي دعوة لانتخابات حاليا.
من جهته، قال الباحث في قضايا العالم العربي والإسلامي صلاح القادري إن ما يحدث في ليبيا الآن بمثابة تراكم لغياب ثقافة الدولة وعدم وجود سياسات وشخصيات ومؤسسات على قدر تضحيات الشعب الليبي من أجل التخلص من منظومة الفساد والاستبداد.
وأكد القادري أن الأوضاع في غربي ليبيا تشبه ما هي عليه في شرقها وجنوبها، إلا أن الفارق يكمن في حرية التظاهر الموجودة في الغرب، في مقابل يد من حديد يضرب بها حفتر في شرقي ليبيا، مستدلا بنشر حفتر لقوات في سرت وقطع الاتصالات عن المدينة.
واعتبر القادري أن حفتر وداعميه يتحملون المسؤولية الأكبر للأوضاع الحالية بعد أن قصف المدنيين ومحطات المياه والكهرباء والمستشفيات والمنازل وغيرها، إضافة إلى تعطيل إنتاج النفط.
كما حمّل المسؤولية أيضا للسراج وحكومته، خصوصا فيما يتعلق بنزاهة التعيينات الحكومية، كما أشار القادري إلى ما وصفه بالدور السلبي للمجتمع الدولي من الأحداث في ليبيا، خصوصا سكوته على ممارسات حفتر.