![](/wp-content/uploads/2020/08/image-484.jpg?resize=730%2C410&quality=80)
انسحاب قوات التحالف من معسكر التاجي في العراق.. حقيقي أم لعبة من ترامب؟
وانتقد الكاتب في تصريحاته لبرنامج "ما وراء الخبر" (2020/8/23)، الرسالة التي وجهتها الإدارة الأميركية للحكومة العراقية، حيث إنها تعلن انسحابها من قاعدة التاجي شمالي البلاد وفي الوقت ذاته تصرّح ببقائها في العراق لمراقبة إيران.
وأكد أن أميركا لن تغادر الأراضي العراقية بشكل طبيعي، فبقاؤها جزء من فلسفة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يريد إقناع الناخبين اليهود في أميركا أنه باق في العراق سنوات أخرى قادمة، ليشدد على ما يعتبره إنجازات سياسية في المنطقة تضاف إلى إنجازاته التي حققها لصالح إسرائيل، مثل إعلان القدس عاصمة لها وضمّ أراضي الجولان السورية لإسرائيل.
كما شدد على أن قوات التحالف في العراق ليست للتدريب والاستشارة، بل هي قوات هجومية ودفاعية للرد على الإيرانيين، وذلك ما يفند مبررات وجودها في العراق، مشددا على أنها قوات "محتلة" باقية على الأراضي العراقية، ومؤكدا أنها لم تدرّب القوات العراقية بالشكل الاحترافي الذي تزعمه.
وأوضح أن القوات الدولية التي انسحبت سيعود بعضها إلى دولها وتغادر العراق، بينما ستتوزع القوات الأميركية في قواعد عسكرية أخرى، مؤكدا أن العراقيين يريدون أن يغادر الأميركيون والإيرانيون بلادهم، وأن يقيموا مع الطرفين علاقة صداقة لا تنتقص من سيادة العراق.
إعادة انتشار
من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة النهرين ياسين البكري إن بعض القوى العسكرية المتواجدة في العراق انسحبت وعادت إلى بلدانها، بينما يعاد نشر القوات الأخرى في قواعد أخرى، خاصة قاعدة عين الأسد التي تتميز بأهمية بالغة في هذه الفترة.
واعتبر أن القصف الذي تعرضت له بعض القواعد العسكرية لقوات التحالف الدولي كان من بين أسباب الانسحاب، منبها إلى أن الانسحاب من قاعدة التاجي هو الثامن من نوعه وليس الأول، مما يؤكد وجود خطة مسبقة ومعدة بين الحكومة العراقية والتحالف الدولي لجدولة عمليات الانسحاب بعد الانتهاء من مهام التدريب والاستشارة.
واعتبر أن جدولة هذا الانسحاب إلى ما بعد عودة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي من زيارته لأميركا، فيه إشارة إلى أنه استطاع ضمن محدثاته فرض رؤية عراقية تحدد اتجاه هذا الانسحاب، معتبرا أن مهام التدريب والدعم الاستخباري فرضت عليهم إعادة الانتشار مرة أخرى.
يذكر أن التحالف الدولي في العراق قال إنه سلّم الموقع الذي يشغله في معسكر التاجي بالعاصمة بغداد إلى القوات العراقية وفق جدول زمني معدّ مسبقا، وهو المعسكر الذي شهد خلال السنوات الأخيرة 8 هجمات، آخرها كان خلال أغسطس/آب الجاري، من أطراف أغلبها مدعومة من إيران.