ما وراء الخبر

رفض للأسلحة المتطورة وحذف للديمقراطية.. إسرائيل تواصل تعرية اتفاق التطبيع مع الإمارات

قال المحلل السياسي الإسرائيلي رؤوفين بيركو إن إسرائيل حريصة دائمة على التفوق في ميزان القوة العسكرية على دول المنطقة، خصوصا أن الأمور تتغير في الشرق الأوسط دون إنذار مسبق.

وأوضح بيركو أن إسرائيل كانت لها علاقات متينة مع تركيا قبل أن تصبح "دولة عدوانية"، على حد وصفه.

وجاءت تصريحات بيركو في حلقة (18/8/2020) من برنامج "ما وراء الخبر" التي تساءلت عن دلالة إصرار إسرائيل على تأكيد عدم حصول أبو ظبي على أي مكاسب من اتفاق التطبيع، في ظل التأكيد على أنه لا يتضمن أي صفقة أسلحة متطورة بما فيها طائرات "إف 35″، إضافة إلى تراجع نتنياهو عن وصف الإمارات بـ"الدولة الديمقراطية".

وأكد المحلل الإسرائيلي أن تكنولوجيا السلاح الأميركي المتطور بها العديد من الأسرار التي لا تريد إسرائيل أن تشاركها مع دول المنطقة.

وأضاف بيركو أن خصوم نتنياهو يريدون تصوير الأمر على أنه تعاون مع أعداء إسرائيل عبر تزويدهم بالأسلحة، والحقيقة أن الإمارات ليست عدوا، فقد كانت لنا معها علاقات في السر قبل الاتفاق.

وكان أكثر من مسؤول إسرائيلي قد أكد أن اتفاق التطبيع مع الإمارات لا يتضمن أي صفقة أسلحة تحصل أبو ظبي بموجبها على طائرات "إف 35" المتطورة، كما أفادت تسريبات قالت إن الصفقة كانت شرطا فرضه ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، قبل إتمام اتفاق التطبيع مع إسرائيل.

وأكد بيان رسمي من ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية، أن بنيامين نتنياهو عارض بيع هذا النوع من الطائرات، أو أي سلاح متطور آخر لأي دولة في الشرق الأوسط.

نتنياهو -الذي تراجع حتى عن مجاملة شكلية منحها الإمارات حين وصفها بأنها دولة ديمقراطية متقدمة- أشار في البيان إلى أن واشنطن أيضا حرصت على توضيح ضرورة التفوق النوعي لإسرائيل.

الأمر ذاته أكده لوكالة رويترز، وزير المخابرات الإسرائيلي، الذي نفى بدوره حدوث أي تغيير في سياسة تل أبيب المعارضة لبيع أسلحة متطورة لدول عربية، تماما كما قال وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس.

من جانبه، اعتبر مدير مركز الكويت للدراسات الإستراتيجية سامي الفرج أنه ليس من مصلحة دول الخليج أن تكون دولا محاربة تنفق أموالها على الأسلحة، مؤكدا أن الإمارات تستفيد كثيرا من تطبيعها مع إسرائيل في إحداث توازن قوى بمواجهة إيران.

وأضاف أنه ينبغي النظر إلى مسألة التطبيع مع إسرائيل من منظور سيادة الدول.

واتفق الباحث والمحلل السياسي توفيق حميد مع ما قاله سامي الفرج من أن العلاقات الإسرائيلية الإماراتية تمر الآن بمرحلة انتقالية لبناء الثقة، مشيرا إلى أن الصحافة أحيانا تحرف ما يقوله الساسة.

واتهم حميد بعض القيادات الفلسطينية باستخدام قضيتهم كمصدر للتربح، معتبرا أن هؤلاء يريدون بقاء الوضع على ما هو عليه حتى تأتيهم التبرعات من كل حدب وصوب.