ما وراء الخبر

تجرأت على إغضاب واشنطن.. هكذا انقلبت الرياض على موقفها من الثورة السورية

في ظل التفاصيل التي كشفتها الغارديان البريطانية عن تحول في الموقف السعودي من الأزمة السورية بتأثير من الإمارات، تابعت حلقة (2020/8/17) من برنامج “ما وراء الخبر” الأسباب التي دفعت السعودية لهذه الخطوة.

وقال أستاذ الإعلام السياسي أحمد بن راشد بن سعيد إن السعودية كانت مناصرة للشعب السوري واحتضنت ثورته، ووصفت سوريا بأنها أرض محتلة، وطالبت برحيل النظام السوري سواء طواعية أو كرها، ولكنها ما لبثت أن انقلبت على موقفها، وأيدت تدخل موسكو في الثورة السورية، والذي يصب في صالح نظام الأسد.

ولم يتردد ابن راشد بوصف القادة السعوديين بأنهم دمى تحركهم أياد خارجية، مشيرا إلى أن ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد له تأثير على قرار قادة السعوديين الحاليين، كما اعتبر أن أحد أبرز محددات القرار السعودي هو موقف القيادة السعودية من الإسلاميين، وخشيتها من سيطرتهم على الوضع في سوريا، وهو الأمر الذي ستكون له انعكاسات على دول المنطقة، بما في ذلك السعودية.

وذهب إلى أن تغير موقف السعودية من الثورة السورية ومساندتها النظام في مواجهة الشعب، يبدد مزاعمها بشأن مخاوفها من الأطماع الإيرانية، فهي بدعمها لنظام الأسد تكون ضمنيا أيدت الموقف الإيراني من الثورة بسوريا، على اعتبار أن طهران هي أحد أهم حلفاء الأسد وداعميه لقمع ثورة الشعب السوري.

من جهته، أوضح غلين كارل الضابط السابق في وكالة المخابرات المركزية الأميركية أن الموقف الأميركي طالما كان معارضا لنظام بشار الأسد، وحاولت أميركا استحداث تحالف من القوى الغربية المناوئة لهذا النظام، ولكن فشل هذا الجهد، وبدا من الواضح أن السعودية قررت أن يكون الاستقرار هو أفضل الشرين، في ظل وجود مجموعات "متطرفة" قد تكسب في المعركة.

وأضاف أن الأخلاق ليست الأولوية في العلاقات الدولية، ولذلك اعتبرت السعودية أنه من مصلحتها أن يكسب النظام السوري هذه المعركة، بدل أن يبقى المجال مفتوحا أمام المتطرفين في سوريا.

وأشار إلى أن تحول موقف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من الثورة السورية تأثر أيضا بالديناميكيات السياسية الداخلية التي حفزته على الخطوة، حيث كان يواجه صراعا داخليا على العرش، وبالتالي رأى أن تحول موقفه قد يعزز موقفه في الداخل السعودي.

يذكر أن صحيفة الغارديان البريطانية نشرت مقالا كشفت فيه عن إعطاء ولي العهد السعودي -بتشجيع من نظيره الإماراتي- ضوءا أخضر للتدخل الروسي في الأزمة السورية، في تحوّل أثار امتعاض واشنطن، التي طلبت من ضابط المخابرات السعودي السابق المقرب منها سعد الجبري نقله للسلطات السعودية، فكان رد محمد بن سلمان بإقالة الجبري.