ما وراء الخبر

تحديد موعد انتخابات مبكرة.. العراق إلى تهدئة أم تصعيد؟

اعتبر عصام الفيلي أستاذ العلوم السياسية بالجامعة المستنصرية أن تحديد موعد الانتخابات المبكرة في العراق بمثابة تحريك للمياه الراكدة، وسيدفع بجميع الأطراف، خصوصا مجلس النواب، إلى العمل لإتمام المهمة.

حلقة (1/8/2020) من برنامج "ما وراء الخبر" تساءلت عن التحديات التي تواجه إعلان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي موعد الانتخابات البرلمانية المبكرة، وإلى أي حد جاء توقيت الإعلان عنها مناسبا؟ وما هي التأثيرات التي يمكن أن تحدثها هذه الخطوة على المشهدين السياسي والأمني في البلاد؟

وفي انتظار اكتمال ردود فعل القوى والجهات المعنية، سارعت مفوضية الانتخابات ورئاسة البرلمان وبعثة الأمم المتحدة في العراق، للتفاعل مع إعلان الكاظمي تحديد السادس من يونيو/حزيران من العام القادم موعدا لإجراء انتخابات مبكرة.

ودعا رئيس البرلمان محمد الحلبوسي إلى عقد جلسة طارئة تبحث هذه الخطوة، وأكد الحاجة لإجراء انتخابات مبكرة.

كما أعلنت مفوضية الانتخابات استعدادها لإجراء العملية الانتخابية في الموعد الذي حدده الكاظمي، ودعت البرلمان إلى إكمال تشريع القانون الخاص بها.

من جهتها، أكدت البعثة الأممية أن إجراء انتخابات ذات مصداقية في العراق يمكن أن ينشّط النظام السياسي، ويحقق تطلعات الشعب إلى تمثيل سياسي أفضل.

أما الكتل السياسية فقد أعلن بعضها موافقته على إعلان الكاظمي، شرط ما سمته تهيئة الأجواء السياسية والقانونية والأمنية. وهو شرط تزامن مع تجديد أبو علي العسكري المستشار الأمني لكتائب حزب الله بالعراق تهديده رئيس الوزراء واتهامه بالتورط في اغتيال أبو مهدي المهندس نائب رئيس جبهة الحشد الشعبي، وقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، بضربة أميركية مطلع هذا العام.

يقول عصام الفيلي أستاذ العلوم السياسية بالجامعة المستنصرية إن من أهم الأسباب التي دفعت الكاظمي لإعلان موعد لانتخابات مبكرة هو التفاعل مع مطالب الاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ شهور، كما أن ذلك يأتي اتساقا مع إعلانه منذ تسلمه مهامه أنه رئيس حكومة مؤقتة وليست دائمة، مشيرا إلى أن ذلك يبعث رسالة اطمئنان إلى الجماهير التي تطالب بهذه الانتخابات.

من جهته، اعتبر عبد الجبار أحمد أستاذ العلوم السياسية بجامعة بغداد أنه كان من المفترض أن يُحدد تاريخ الانتخابات بعد اجتماع يضم رؤساء الحكومة والبرلمان والجمهورية، لا أن ينفرد به الكاظمي، حتى لا يكون مدعاة للانقسام.

وذكر أن بعض الكتل السياسية التي لا ترغب أن يستمر الكاظمي في منصبه ستضغط لتبكير موعد الانتخابات، مشيرا في الوقت نفسه إلى عدد من التحديات التي ينبغي التغلب عليها قبل إجراء الانتخابات، ومنها تحديات اقتصادية وأمنية، بالإضافة إلى تحدي مواجهة تفشي فيروس كورونا.

وعن عدم إعلان بعض الكتل السياسية رأيها بشأن موعد الانتخابات المبكرة، قال الأكاديمي والمحلل السياسي عبد الأمير العبودي إن هذه الكتل تؤخر إعلان موقفها -تأييدا أو رفضا- لتنظر في أي اتجاه ستميل الريح.

وأضاف العبودي أن المشهد السياسي الآن تسيطر عليه لعبة إلقاء الكرة في ملعب الطرف الآخر، مشككا في إمكانية إجراء الانتخابات في الموعد الذي حدده الكاظمي، وأن الأمر لا يعدو أن يكون تخلصا من عبء تحديد الموعد من قبل الكاظمي.