ما وراء الخبر

ماكرون يدين حفتر ويتهم تركيا.. هل خسرت فرنسا الرهان في ليبيا؟

قال رينو جيرار محرر الشؤون الدولية في صحيفة لوفيغارو إن الموقف الفرنسي الداعم للواء المتقاعد خليفة حفتر كان قديما، وذلك منذ العام 2014، وكان يهدف إلى مواجهة الجهاديين في بنغازي وسرت.

وأضاف جيرار في تصريحات لحلقة (2020/6/30) من برنامج "ما وراء الخبر" أن الدعم الفرنسي لحفتر استمر بصورة سرية عبر الاستخبارات الفرنسية، كما سعت فرنسا إلى إنشاء شراكة مع مصر من أجل توحيد الموقف في ليبيا.

وتابع أن الإمارات قادرة على تمويل حفتر ومرتزقة فاغنر بدون تدخل فرنسي، وأن الانتقادات الفرنسية لتركيا كانت بسبب نقل الأخيرة جهاديين للقتال في ليبيا، وتخوفها من انتقالهم عبر البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا، ولدى فرنسا مهمة إعادة الاستقرار إلى ليبيا من خلال الحل السياسي.

بالمقابل، قال المحلل السياسي فيصل الشريف إن تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المنتقدة للدور التركي في ليبيا غريبة، كون فرنسا تتدخل في ليبيا وتدعم حفتر بشكل كبير، وقد حصلت حكومة الوفاق على أسلحة فرنسية، بالإضافة إلى القبض على عناصر مسلحة فرنسية.

وأضاف الشريف أن على فرنسا تحمّل كامل المسؤولية جراء وقوفها مع حفتر، واتهمها بجلب مرتزقة فاغنر إلى ليبيا من خلال تعقيد المشهد الليبي ودعم تحركات حفتر ضد العاصمة طرابلس، وهناك استياء كبير في الأوساط الشعبية الليبية من فرنسا بسبب دعمها حفتر الذي دمر ليبيا وخلّف العديد من المقابر الجماعية لضحايا مدنيين.

بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي إسماعيل كايا إن تركيا أكدت تورط فرنسا بدعم حفتر منذ سنوات، وهي المتهمة بغض الطرف عن وجود فاغنر في ليبيا، وهو الأمر الذي يهدد أمن الاتحاد الأوروبي، كما أن فرنسا فشلت في الخروج بموقف ضد تركيا داخل حلف الناتو، بالإضافة إلى الاتفاق الفرنسي الإماراتي على دعم حفتر.

وأضاف أن تمويل حفتر بالسلاح وتمويل عمليات مرتزقة فاغنر كانا بأموال إماراتية، واستبعد دخول تركيا وفرنسا في صراع مباشر، لكن ما يحدث في ليبيا يوتر الأجواء في البلدين، وفرنسا في الوقت الحالي ترى أنها خسرت نفوذها في ليبيا، وباتت تركيا وروسيا اللاعبين الأساسيين في ليبيا.