ما وراء الخبر

إثيوبيا تصر على ملء السد خلال أسبوعين.. لماذا تقول القاهرة إن الأفارقة انتصروا لها؟

شدد الصحفي محمد العروسي على أن إثيوبيا لم تغير موقفها تجاه قرارها بموعد ملء سد النهضة، وأنها أكدت وبعد المحادثات التي رعاها الاتحاد الأفريقي أنها ستملأ السد خلال أسبوعين.

وأوضح الصحفي محمد العروسي في تصريحات لبرنامج "ما وراء الخبر" بتاريخ (2020/6/27) أن أديس أبابا كانت قد أعلنت منذ البداية أنها ستملأ السد خلال يوليو/تموز المقبل، دون أن تحدد يوما بعينه.

وعبر العروسي عن قناعته بأن إثيوبيا انتصرت في معركة سد النهضة التي افتعلتها مصر، لأنها لم تتنازل عن أي من مواقفها، والقائمة بالأساس على حفظ حقوق جميع الدول المعنية بمياه نهر النيل، وقال إن ما تم الاتفاق عليه بين إثيوبيا ومصر خلال الاجتماعات التي عقدها الاتحاد الأفريقي، هي مواضيع أصلا لم تكن إثيوبيا تعارضها ولم تكن تشكل نقطة خلاف بالنسبة لها.

بل إن العروسي ذهب ليؤكد أن أديس أبابا انتصرت سياسيا ودبلوماسيا بهذه المعركة، لأنها أجبرت مصر على العودة للبيت الأفريقي لحل هذه المسألة، بعد أن طرقت أبوابا دولية عدة، و"احتقرت" البيت الأفريقي ممثلا بالاتحاد الأفريقي، لكنها اضطرت للعودة إليه، بعد أن أحال مجلس الأمن الدولي الشكوى المصرية لمكانها الصحيح وهو الاتحاد الأفريقي.

مصر انتصرت

لكن الصحفي المصري منير أديب رفض وجهة نظر العروسي، وأكد أن مصر هي التي انتصرت سياسيا ودبلوماسيا بهذه المعركة، لأنها نجحت بوضع حد للمماطلة الإثيوبية في المفاوضات والتهرب من إنهاء أزمة سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا، مشيرا إلى تهرب إثيوبيا في التوقيع على الاتفاق الذي تم التوصل إليه برعاية أميركية.

واعتبر أديب أن القاهرة نجحت في إقناع الاتحاد الأفريقي بإجبار إثيوبيا على العودة للمفاوضات، والوصول لاتفاق بشأن ملء وتشغيل سد النهضة خلال أسبوعين، ورفض اتهام القاهرة باحتقار الاتحاد الأفريقي واللجوء لقوى دولية أخرى، وقال إن ما تريده القاهرة هو الحفاظ على حقوق المصريين من مياه النيل وأنها لن تسمح بأي حال من الأحوال لأي كان المساس بهذه الحقوق.

لا منتصر

من جانبه، أكد عثمان ميرغني رئيس تحرير صحيفة النهار السودانية أنه لا يوحد منتصر في المعركة بشأن ملء وتشغيل سد النهضة لغاية الآن، ووصف ما جرى بأنه مجرد حفظ لماء الوجه لكل من مصر وإثيوبيا.

وأوضح الميرغني أن أديس أبابا فعلا تعهدت منذ البداية بأن تملأ السد خلال يوليو/تموز دون أن تعلن موعدا محددا لهذا الملء، وبذلك فهي حفظت ماء وجهها أمام شعبها، وخرجت من مفاوضات الاتحاد الأفريقي دون أن تبدل موقفها.

أما القاهرة -يقول الميرغني- فهي أيضا استطاعت أن تحفظ وجهها أمام الشعب المصري، عندما استطاعت أن تحصل على تعهد ببحث عملية ملء السد وتشغيله في الأسبوعين القادمين.

لكن الاتحاد الأفريقي هو أكثر الأطراف التي استفادت، لأن مجلس الأمن الدولي أحال لها هذه القضية لتنظر فيها بعد الشكوى التي وصلت إليه من القاهرة، لأنه لا يملك حلا لها، فأصبح كمن أهداها انتصارا في معركة جديدة، لأن طرفي الصراع يعلمان أنه يتعين عليهما أن يتفقا بالنهاية، رغم المماطلة التي أبداها كل منهما طوال الفترة الماضية، على أمل تحقيق المزيد من المكاسب.

وأشار ميرغني إلى أن مجلس الأمن الذي سيعود لينظر بتطورات القضية بعد يومين لا يملك عمليا أي حلول جذرية لها لأنها ليست نزاعا عسكريا بين دولتين.