ضغوط على حفتر لتعيين نائب له وعودة مفاجئة للحوار.. ما الذي يجري بليبيا؟
وحسب تأكيد بلقاسم لبرنامج "ما وراء الخبر" بتاريخ (2020/6/2)، فإن الهزائم الكبيرة التي مُني بها حفتر مؤخرا أجبرت داعميه الدوليين على تغيير مواقفهم، والعودة للحل السياسي أملا في وضع حد لنزيف الخسائر الذي لحق بحفتر وقواته على يد قوات حكومة الوفاق بعد التدخل التركي المباشر.
وأشار بلقاسم إلى أن تغيير ميزان القوى على الأرض لصالح حكومة الوفاق أثر بشكل كبير على موقف داعمي حفتر، حيث تراجع الموقف الفرنسي من الدعم العسكري الكبير لصالح المطالبة بحل سياسي، "على أمل أن تتمكن باريس من الحصول على مكاسب فشلت في الحصول عليها من خلال دعم حفتر عسكريا".
وفي ما يتعلق بالموقف الروسي، فقد اتفق بلقاسم مع كل من المحلل السياسي أسعد الشرتاع والخبير بالشؤون الأممية عبد الحميد صيام بأن روسيا تحركت عسكريا بقوة تجاه ليبيا، قبل أن يفقد حفتر كل ما يسيطر عليه من مواقع بترول وأماكن عسكرية إستراتيجية أمام حكومة الوفاق. وحسب صيام، فإن روسيا لا تريد أن يكون هناك منتصر بشكل مطلق في الحرب بليبيا، ولا يكون هناك على الجانب الآخر مهزوم بشكل مطلق.
وتحدث الشرتاع عن دور إماراتي في الدفع باتجاه التسوية السياسية، ولكن لهدف مختلف؛ حيث تحاول الإمارات التقاط أنفاسها، ومنح فرصة لحفتر وقواته لكسب مزيد من الوقت، وتدارك الخسائر التي وقعت مؤخرا.
كما تحدث صيام عن دور أميركي بارز لإجبار طرفي الصراع على العودة للتفاوض، وأشار إلى أن الولايات المتحدة أدركت بعد التحرك الروسي الأخير في ليبيا أن موسكو تسعى لملء الفراغ الذي شكله الغياب الأميركي، وهو بالتأكيد ما لن تسمح به واشنطن أو حتى الدول الغربية.
واتفق بلقاسم مع هذا الرأي، مؤكدا أن واشنطن لعبت دورا كبيرا في إقناع أو إجبار طرفي النزاع على العودة للحل السلمي والتفكير في حل سياسي لإنهاء الأزمة.
أما لماذا وافقت حكومة الوفاق على العودة للحل السياسي، فأكد الشرتاع أن الدول الداعمة لحفتر هي التي فرضت العودة لهذا المسار، كونها تملك قوة دبلوماسية دولية أكبر من تلك التي تملكها حكومة الوفاق أو الدول الداعمة لها؛ "لذا اضطرت لقبول العودة للمسار السياسي رغم التفوق العسكري لها على أرض المعركة"، وشدد على رفضه قبول "الوفاق" أي حل سياسي قبل تراجع حفتر عن بعض حقول البترول.
السيناريو المتوقع
وفي ما يتعلق بالسيناريو المتوقع، رجج بلقاسم أن يكون هناك حل سياسي، يستند -إلى حد بعيد- إلى المبادرة التي أطلقها رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، رغم تحفظه على بعض بنودها.
وكشف بلقاسم عن ضغوط تمارسها دولة كبيرة على حفتر لتعيين نائب له، مشددا على أن هذا الأمر مسألة وقت، حيث إن حفتر فقد الكثير من داعميه الدوليين والداخليين، بعد الخسائر التي مُني بها في الشهور الأخيرة.
لكن الشرتاع استبعد أن تنجح الجهود الحالية في الوصول لحل سياسي للأزمة في ليبيا، مشددا على عدم جدية هذه الجهود والمبادرات، التي قال إنها تفتقر للآليات التي تقنع الليبيين بأن حفتر سيلتزم بما يوقع عليه من اتفاقيات بعد نكوثه عن كل الاتفاقيات التي وقع عليها.
لكن صيام شدد على قناعة الأمم المتحدة باستحالة وجود أي حل عسكري للأزمة في لييبا، وأن الحل لا بد أن يكون سياسيا.