ما وراء الخبر

كورونا في اليمن عجز وتفش.. تأكيد حكومي وأممي ونفي من الحوثيين والانتقالي

ناقشت حلقة (2020/5/22) من برنامج “ما وراء الخبر” إعلان الحكومة الشرعية اليمنية عجزها عن التصدي لفيروس كورونا، خاصة في المناطق التي تخضع لسيطرة الحوثيين والمجلس الانتقالي الجنوبي.

قال رئيس قسم الشؤون الإنسانية في منظمة أوكسفام الدولية سكون بول إن اليمن يعيش حالة تخرج عن السيطرة، خاصة أن الوضع الصحي هناك منهار منذ بدأت الحرب قبل خمس سنوات، لا سيما أن الأطباء لا يتلقون رواتبهم منذ مدة، كما أن المنظمات الدولية لا تستطيع العمل على الأرض بسبب الرفض من قبل بعض الأطراف المسيطرة على الأرض.

وأضاف أنه بإمكان الأطراف المتصارعة في اليمن أن تنقذ الموقف، وأكد أن هناك حجبا للمعلومات من قبل بعض أطراف النزاع في اليمن، كما أن التحالف السعودي الإماراتي يتحمل منع وصول المساعدات الطبية لليمن، والأمم المتحدة تعمل على أكثر من مجال هناك لتنهي الحرب وتكافح الأوبئة.

في المقابل، قال المحلل السياسي غسان دياب إن كل الأطراف الموجودة في اليمن -بما فيها التحالف السعودي الإماراتي- تقع عليها مسؤولية الوضع الصحي المنهار في اليمن بشكل عام، وفي عدن بشكل خاص، والسعودية تستطيع ممارسة نفوذ على الحكومة الشرعية مقابل أن تقوم الإمارات بالأمر ذاته من أجل إيقاف الاقتتال في الجنوب.

وأضاف أن الدور الذي يقوم به التحالف السعودي الإماراتي في اليمن غير كاف، ويجب تقديم المزيد، والسعودية تدرك خطورة الوضع الصحي في اليمن لأنه سينعكس عليها بشكل أو بآخر، والمجلس الانتقالي الجنوبي يتحمل مسؤولية المأساة الحاصلة في جنوب اليمن، والأطراف اليمنية تقدم تحقيق المكاسب على حساب الشعب اليمني.

وتابع أن التحركات العسكرية للمجلس الانتقالي في الجنوب تفاقم الوضع، كما أن صده الاحتجاجات السلمية يزيد الأمر سوءا، وعلى الإمارات مسؤولية في كل ما يخص المجلس الانتقالي، وعلى دول التحالف الضغط على الأطراف المتقاتلة من أجل إنقاذ الشعب اليمني، كما أن على المجتمع الدولي القيام بدور فاعل.

بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحديدة فيصل الحذيفي إن الأطراف المتحكمة في المشهد اليمني لها أيد عابثة، وغير متحمسة للمساهمة في الحد من المعاناة الإنسانية، كما أن التحالف السعودي الإماراتي، الذي لم يتح المجال للشرعية اليمنية للعمل على تطبيع الأوضاع، يتحمل مسؤولية الأمراض والأوبئة المنتشرة اليوم في اليمن.

وأضاف أن قلة أعداد الحالات لا يعني أن فيروس كورونا غير منتشر، لكنه بسبب عدم حصول المرضى على الفحوص اللازمة، وقد تكون الإصابات بالملايين، كما أن المؤسسات الطبية غير قادرة على استيعاب هذه الحالات، وبالتالي فإن أرقام الإصابات غير صحيحة، وهناك تستر عليها.

وتابع أن المسؤولية الكاملة اليوم تقع على السعودية والإمارات اللتين تسيطران على المنافذ الجوية والبحرية لليمن، وقد سمحتا بدخول مسافرين قدموا من الخارج، وهم الذين نقلوا فيروس كورونا إلى البلاد، وكان اليمن في مأمن من هذا الفيروس، كما أن المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين تشهد تكتما رهيبا وقمعا للمصابين وأهاليهم.