ما وراء الخبر

تقرير جديد يكشف تورط الإمارات في دعم حفتر.. أين الموقف الدولي من ملف المرتزقة الأجانب بليبيا؟

ناقشت حلقة (2020/5/15) من “ما وراء الخبر” كيفية تعامل المجتمع الدولي والأمم المتحدة مع ما وثقه تقرير سري كشفته “بلومبيرغ” وأعدته لجنة أممية عن إرسال الإمارات مرتزقة غربيين لدعم حفتر.

قال الباحث والمحلل السياسي الليبي وليد أرتيمة إن الجديد في التقرير الذي أعدته لجنة في مجلس الأمن الدولي عن إرسال الإمارات مرتزقة غربيين لدعم خليفة حفتر، هو حجم الشبكة التي تديرها أبو ظبي من تعدد جنسيات عناصرها إلى عدد المهام المكلفة بها وتنوعها.

وأوضح أرتيمة أن أحد محامي المتهمين الذي تم إيقافه في جزيرة مالطا تحدث عن مهمة في النفط، وهو ما يؤكد الاتهامات الموجهة للإمارات بالسعي إلى السيطرة على منابع النفط في ليبيا، متابعا أنها قامت بعملية "عزل" من خلال استخدام عدة شركات وهمية مسجلة بالمنطقة الحرة لجبل علي حتى تصل في النهاية إلى الشركة الرئيسية التي تم الكشف عنها.

وأضاف أرتيمة خلال تصريحاته لحلقة (2020/5/15) من برنامج "ما وراء الخبر" أن الجانب المسلح من التقرير بيّن أن أحد مديري الشركة طيّار أسترالي سابق، وهو ما يدل على أن أبو ظبي لا تستعين فقط بالمرتزقة الأفارقة والروس، بل تفتح المجال أمام كل الجنسيات وقد تعدت بذلك كل الخطوط الحمراء.

من جانبه، أشار الخبير في العلاقات الدولية ماك شرقاوي إلى أن كل الأطراف المتنازعة في ليبيا تستعين بمرتزقة أجانب وأن الرئيس التركي وحده أرسل "عناصر إرهابية" تجاوز عددها التسعة آلاف مقاتل، مؤكدا أن هذا التقرير الموصوف بالسري بدأ الحديث عنه في وسائل إعلام مختلفة منذ أيام دون أن يتمكن أي أحد من كشف نسخة كاملة منه، وهو ما يدل على أنه مجرد تسريبات بما تحمله من صواب وخطأ.

وتابع أنه في كل مرة يتم إقحام دولة الإمارات عمدا وتوجيه شتى الاتهامات إليها بتعلة أن بعض الشركات مثل "فاغنر" الروسية مسجلة بجبل علي كما هي الحال بالنسبة لشركة "بلاك ووتر" الأميركية وعدة شركات أخرى، وهو لا يحيل أبدا إلى أن الدولة المحتضنة لتلك المنطقة الحرة هي من تدير عمليات ومهام تلك المؤسسات.

من جهته، أوضح الخبير المختص في شؤون الأمم المتحدة عبد الحميد صيام وجود فريق عمل مكلف من قِبَل مجلس الأمن لمراقبة وقف تسليح الأطراف الليبية وهو مكون من ستة خبراء يقومون بزيارات ميدانية ويعملون أحيانا من دول مجاورة، وذلك لجمع كافة المعلومات وبطرق مختلفة من شهود عيان ومنصات تواصل ثم يصدرون بيانات موثقة.

ودعا كل طرف يريد الحديث في الشأن الليبي إلى الاطلاع على آخر بيان لهذا الفريق الأممي الذي يتحدث عن ملف المرتزقة بالتفاصيل دون أن يستثني أي جهة، مؤكدا أن التقرير الأخير لا ينفي قدوم أطراف مسلحة من تركيا لدعم حكومة الوفاق.

ويضيف صيام أن التقرير يتحدث في المقابل عن أربعة فصائل من السودان وأربعة من تشاد، وكذلك شركة "فاغنر" الروسية وعدة شركات أخرى تقدم المساعدات لقوات حفتر، بالإضافة إلى الغارات الجوية التي وصل عددها إلى 850 طلعة من بينها الكثير من الطائرات الأجنبية التي قصفت العاصمة طرابلس.