
بعد تحذيره برد قاس.. كيف يرد ترامب على مهاجمة منشأة نفطية بالبصرة؟
قال كبير الباحثين في معهد الشرق الأوسط كينث كوتزمان إن إيران تحاول استخدام وكلائها وحلفائها في العراق لتنفيذ عمليات ضد القوات الأميركية، لإجبارها على الانسحاب من العراق وترك الساحة فارغة لها، مشددا على أنه منذ مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني مطلع العام الجاري على يد الأميركيين، ترسخت قناعة لدى إيران بأن القوات الأميركية الموجودة في العراق تشكل خطرا عليها.
وأضاف في تصريحات لحلقة (2020/4/6) من برنامج "ما وراء الخبر" أن إيران تسعى بكل الطرق إلى حمل الرئيس الأميركي دونالد ترامب على سحب قواته من العراق، من خلال القيام بالهجمات على عدة قطاعات.
وتابع أن إيران استغلت الانشغال الأميركي بجائحة كورونا للمضي في مخططها تجاه إجبار الإدارة الأميركية على سحب قواتها. ورغم تأكيده أن تصريحات الرئيس ترامب الأخيرة تشير لعزمه على الرد في الداخل الإيراني، فإن كوتزمان استبعد حدوث ذلك نظرا لانشغال الإدارة الأميركية بمتابعة تطورات تفشي كورونا.
وبالنظر للتطورات على أرض الواقع في العراق والتي شهدت تخفيضا للقوات الأميركية هناك، وانسحاب بعض هذه القوات من عدة قواعد عسكرية هناك، رأى كوتزمان أن طهران نجحت فعليا حتى الآن في مخططاتها.
في المقابل، قال الكاتب والمحلل السياسي عمر عياصرة إن انسحاب القوات الفرنسية من العراق مع بدء جائحة كورونا، دفع المجموعات المسلحة بالعراق للشعور بالنشوة والعمل على مهاجمة القوات الأميركية لإجبارها على الانسحاب، مستغلة بذلك الانشغال العالمي بكورونا، غير مستبعد أن تكون هذه رسالة تطالب بكف اليد الأميركية عن تشكيل الحكومة في بغداد.
وأضاف أن المستهدفين ذهبوا ناحية الأماكن الأسهل، بعد أن حصنت أميركا قواعدها العسكرية بعد الهجمات السابقة.
واعتبر أن المسلحين سعوا من وراء استهدافهم المنشآت الاقتصادية لتحقيق هدفين: الأول توجيه ضربة لإحراج ترامب من خلال عدم مقدرته على الرد في مثل هذه الأوضاع، والثاني إحراج الكتلة السياسية العراقية التي ترتكز على الولايات المتحدة.
واستبعد عياصرة أن يرد ترامب في الداخل الإيراني، مؤكدا أن إيران هي أكثر دولة تعرف شخصية ترامب جيدا، وأن الحشد الشعبي يمتلك نفس العقلية الإيرانية، و"جميعهم يعرفون جيدا الورطة التي يعيشها ترامب في الداخل بسبب كورونا، وصعوبة قيامه بأي رد خوفا من الانتقاد السياسي الداخلي".