
عدو أم حليف؟.. هل تقلب الأزمة النفطية موازين العلاقات الأميركية السعودية؟
بعد أن أرجأت السعودية إعلان أسعار شحنات مايو/أيار من النفط إلى ما بعد اجتماع تحالف أوبك بلس الخميس المقبل، تساءلت حلقة (2020/4/5) من برنامج "ما وراء الخبر" عن الرسالة التي تبعثها الرياض، وكيف يمكن فهم هذه الخطوة في إطار حربها النفطية مع موسكو؟
من جهته، اعتبر الباحث في الشؤون الاقتصادية والسياسية محمد حيدر أن السعودية لا تستطيع وحدها اتخاذ قرار بشأن سعر النفط، وأن قرارها يدل على عدم تفاهم بين أعضاء أوبك على سعر محدد، كما أن ما يتحكم في السوق حاليا هو الطلب وليس العرض.
وأشار حيدر كذلك إلى أن أميركا وكندا تضيف عناصر مخاطر جديدة على السوق، ولذلك وصف واشنطن بأنها "عنصر اضطراب".
عدو أم حليف؟
في المقابل، أشار الرئيس السابق للحزب الجمهوري في كاليفورنيا رون نيرينغ إلى أن وجهة النظر الأميركية تفهم في ظل الوظائف بقطاع الطاقة، والتي تضررت من الحرب النفطية بين السعودية وروسيا و"لذلك فالجانب الأميركي يطلب من السعودية ألا تعمل كعدو بل كحليف فيما يتعلق بملف النفط".
بدوره، أكد الصحفي والمحلل السياسي يوسف دياب ما قاله نيرينغ، مشددا على أن السعودية لم ولن تكون خصما لأميركا، معتبرا أن تأخير الرياض لتسعير بيع النفط لشهر مايو/أيار مرتبط إلى حد كبير بالدعوة الأميركية لإعادة النظر في مسألة زيادة إنتاج النفط، وكذلك الاجتماع المقبل يوم الخميس والذي قد يترتب عنه قرارات سعودية مختلفة.
وأضاف أن السعودية قد تكون أكبر المتضررين من زيادة الإنتاج مقابل تراجع الطلب، فـ "الرياض لا تعتمد هذا القرار كخيار إستراتيجي على المدى البعيد".
كما اعتبر أن المأزق هو أن السعودية تستخدم من الاحتياط النقدي الموجود لديها، كما هو الشأن بالنسبة لروسيا كذلك، في الوقت الذي يجب فيه تسخير جميع الإمكانات المادية لمواجهة تفشي فيروس كورونا.
يُذكر أن هذه الخطوة غير مسبوقة من قبل الرياض، بل جاءت بعد تهديد الولايات المتحدة وكندا بفرض رسوم على الواردات النفطية إذا لم يخفض تحالف أوبك بلس إنتاجه من النفط.