
انقلاب ميزان القوى غربي ليبيا.. بداية نهاية حفتر ومشروع أبو ظبي والقاهرة
عزا المستشار السابق للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا أشرف الشح سيطرة حكومة الوفاق الليبية على كامل البقعة الجغرافية من طرابلس حتى حدود تونس إلى ترتيب التنسيق العسكري بين القيادات الوسطى والعليا وإعادة رسم إستراتيجية صد هجوم قوات خليفة حفتر ونقله إلى مرحلة هجوم مضاد وربح مساحات أكبر.
وأضاف الشح خلال تصريحاته لحلقة (2020/4/20) من برنامج "ما وراء الخبر" -التي ناقشت دلالات الانقلاب في ميزان القوة العسكري لصالح حكومة الوفاق غربي ليبيا- أن ما حدث خلال الأيام العشرة الأخيرة هو مؤشر لفشل مشروع السيطرة على ليبيا المخطط له في عواصم مثل أبو ظبي والقاهرة، مؤكدا أن تطور الأحداث على الأرض لن يتوقف إلا بنهاية هذا "العدوان"، معتبرا طلبات الهدنة الصادرة من بعض الجهات مجرد محاولة لكسب الوقت لصالح قوات حفتر.
بدوره تمنى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الليبي إبراهيم بلقاسم أن يكون حلول شهر رمضان سعيدا ومكللا بنجاح الهدنة التي تنادي بها عدة دول صديقة لليبيا، وأشار إلى وجود "استياء دولي" من التصعيد الذي تقوم به تركيا في ليبيا ودعوات من دول مثل الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا للتهدئة لعملية التعبئة التي تقوم بها حكومة الوفاق بالتحالف مع أنقرة، وقال إن الاتحاد الأوروبي يستعد الآن للقيام بعملية عسكرية على السواحل الليبية "نكاية" في تركيا.
واعتبر بلقاسم أن الصراع الحالي هو صراع ليبي فقط، وأن العالم الآن بات منشغلا بوباء كورونا، وكل أنواع الدعم الخارجي لطرفي النزاع سيتراجع تاركا الليبيين يحسمون أمرهم لوحدهم، "فإما أن يعزموا على الجلوس على طاولة المفاوضات ووقف الحرب، وإما أن يقرروا استمرار المعارك والحسم العسكري".
من جانبه، قال الخبير في شؤون الأمم المتحدة عبد الحميد صيام إن الاتفاق الليبي التركي بتاريخ 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2019 هو السبب الرئيسي وراء انقلاب موازين القوى على الأرض، مشددا على شرعية هذا الاتفاق وعدم مخالفته للقانون الدولي.
وتعليقا على "الاستياء الدولي" -الذي أشار إليه بلقاسم- أكد صيام أنه تجلى في بيان انتقد بعض الممارسات التي قامت بها حكومة الوفاق واعتبرت انتهاكات لحقوق الإنسان، وشدد على أن الاستياء الحقيقي كان من قصف طرابلس واستهداف مستشفى الخضراء من قبل القوات الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر، وأن بوصلة الأمم المتحدة ما زالت صحيحة من خلال تركيزها على إدانة استهداف المدنيين.
من جهته، اعتبر الشح أن الحديث عن انعكاس تقدم الوفاق العسكري الحالي على المسار السياسي للأزمة الليبية لا يزال مبكرا، لأنه بوجود قوات حفتر بالمنطقة الغربية وتواصل مده بالأسلحة من قبل حلفائه، فإن التهديد لا يزال مستمرا، معربا عن قناعته بأن مستوى "البلطجة" لدى الإمارات لن يتراجع إلا عندما تقتنع قناعة كاملة أن هذا المشروع انتهى وأن "البيدق" الذي تستعمله وهو خليفة حفتر لم يعد له أي مستقبل.