ما وراء الخبر

اختراق واقتراب.. ما الذي يحدث بين واشنطن وطهران؟

ناقشت حلقة الخميس (2020/416) من برنامج “ما وراء الخبر” أبعاد ومآلات التوتر الأميركي والإيراني، في ضوء اتهام واشنطن لزوارق إيرانية بالاقتراب لمسافة وصفتها بالخطيرة من سفن حربية أميركية في الخليج.

قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي حسين جمال إن الاحتكاك الإيراني بالسفن الحربية الأميركية كان متوقعا، وفقا لما يجري في المنطقة. وعلى الرغم من أن العالم يعيش أزمة كورونا، فإن الإيرانيين يعيشون عدة أزمات في الوقت نفسه، ويرون أن أفضل طريقة لكسر الحصار المفروض عليهم هي القيام بالمناوشات من وقت لآخر.

وأضاف في تصريحات لحلقة الخميس (2020/4/16) من برنامج "ما وراء الخبر" أن العلاقات الأميركية الإيرانية مضطربة منذ أربعين سنة، لأن إيران تسعى للحصول على نفوذ في المنطقة، وهو الأمر الذي خلق نوعا من التنافس بينها وبين أميركا، والدولتان في الوقت الحالي مشغولتان بالأوضاع الداخلية بسبب جائحة كورونا، لذا يستبعد حدوث أي حرب شاملة بينهما في الوقت الحالي.

في المقابل، قال الدبلوماسي الإيراني السابق هادي أفقهي إن الولايات المتحدة تعتدي بين الحين والآخر على السيادة الإيرانية، وقد رفض الطيران الأميركي الخروج من الأجواء الإيرانية إلا بعد تصدي المضادات الإيرانية له، وتسعى واشنطن باستمرار للتحرش بطهران، متهما السفن الحربية الأميركية بالاقتراب من المياه الدولية الإيرانية.

وأضاف أفقهي أن السفن الحربية الأميركية تلقت ثلاثة إنذارات بمسافات متباعدة قبل أن تقترب الزوارق منها، بعد أن رفضت هذه السفن الانصياع للتحذيرات. واقتراب الزوارق الإيرانية كان للتحذير لا للمواجهة، معتقدا أن اقتراب السفن الحربية الأميركية قد يكون نوعا من التخطيط لعملية أميركية ضد أهداف إيرانية للرد على هجوم قاعدة عين الأسد في العراق.

إعلان

وتابع أن الأزمة بين أميركا وإيران ليست متعلقة بجائحة كورونا، والتحرش الأميركي لم يتوقف ضد طهران، ولكن بلاده لن تسكت عن أي اختراق لسيادتها، وقد جربت أميركا الردود الإيرانية في السابق.

من جهته، قال كبير الباحثين بمعهد الشرق الأوسط كينث كوتزمان إن إيران تتبع سياسة شديدة جدا لاعتقادها بنجاح هذه السياسة من خلال مهاجمة القواعد الأميركية في العراق، الأمر الذي دفع أميركا إلى سحب بعض قواتها من هناك.

وأضاف كوتزمان أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الوقت الحالي لا يريد صداما مباشرا مع إيران بسبب جائحة كورونا، لكن طهران تعتقد أن واشنطن لن ترد عليها في الوقت الحالي، لذا هي تسعى لإثبات قوتها من خلال الاستفزازات التي تقوم بها هنا وهناك، وترى إيران أن استعراض العضلات والقوة سيجبر أميركا على رفع العقوبات.

وتابع أن تصريح وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أمر روتيني بعد أي هجوم يقع، ولكن الخط الأميركي الأحمر معروف منذ مدة وهو في حال تعرض أي شخص أميركي للقتل أو الهجوم يتم الرد فورا، لكن إذا كان العمل استفزازيا فإن أميركا في الغالب لا ترد، "وأتوقع أن تقوم إيران بتصعيد قوي في العراق ضد أميركا في قادم الأيام".

المصدر: الجزيرة