ما وراء الخبر

مع تبادل القصف.. ما صحة الرسائل المتبادلة بين الحوثيين والرياض؟

ناقشت حلقة (2020/4/1) من برنامج “ما وراء الخبر” فرص نجاح الجهود الأممية لوقف إطلاق نار في اليمن بسبب كورونا وإمكانية تجاوب طرفي الأزمة مع هذا الظرف الإنساني الحرج؟

اتهم الباحث والمحلل السياسي اليمني أحمد المؤيد السفير السعودي في اليمن بالمغالطة عندما صرح لوسائل إعلام مقربة من صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن محادثات يومية بين الحوثيين والرياض، مشيرا إلى أن السعودية تهدف بمثل هذه التصريحات إلى "إلهاء" العالم عن "الجرائم" التي ترتكبها في صنعاء.

وأضاف المؤيد خلال تصريحاته لحلقة (2020/4/1) من برنامج "ما وراء الخبر" -التي فرص نجاح الجهود الأممية لوقف إطلاق نار في اليمن بسبب كورونا- أن آخر أمر يرغب فيه النظام السعودي هو إحلال السلام في اليمن لأن جلوس أطراف النزاع على طاولة المفاوضات يعتبر بالنسبة للرياض اعترافا بفشل عاصفة الحزم وخسارتها الحرب ضد الحوثيين. 

وعزا الكاتب والمحلل السياسي عمر عياصرة انتهاج السعودية لخطاب يؤكد وجود محادثات مستمرة مع الحوثيين إلى محاولتها منع استهداف أجوائها وعمق أراضيها لأنه يحرجها أمام الرأي العام السعودي المشغول بتطورات أزمة وباء كورونا والمتخوف من انتشار الفيروس، مشيرا إلى أن الرياض توجه خطابها الحالي أساسا للغرب الذي تعود على تحميلها مسؤولية أي تطور سلبي في اليمن.

وأكد أن فشل تطور قنوات التواصل بين الحوثيين والمملكة يعود بالأساس لغياب إستراتيجية "خروج من المأزق اليمني" لدى السعوديين الذين لا يريدون إلى حد الآن الاعتراف بالحوثيين، وأن الرياض غير جادة في المفاوضات وهي تنتظر فرصة مناسبة مثل دخول إيران في مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة لتوجيه ضربة لخصمها بالحد الجنوبي. 

 من جانبه، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي أسعد بشارة كشف السعودية لتواصل وتحاور مع الحوثيين خطوة تكتيكية تريد من خلالها "رمي الكرة" في ملعب الخصم، مؤكدا أن هذه المبادرة تسببت في ارتباك لدى الحوثيين برز أساسا في ردهم الذي تراوح بين التحفظ وبين وصفهم التصريحات السعودية بالمبالغة وغير الدقيقة.

وأضاف أن طرفي النزاع في اليمن سيتحملان المسؤولية إذا انتشر وباء كورونا الذي قد يتسبب في كارثة إنسانية تعمق الوضع المتردي في البلاد. 

وفي إجابته على السؤال عن سبب تصعيد الحوثيين في هذا الظرف الصحي العالمي، قال المؤيد إن عبد الملك الحوثي هو من بادر وطلب من الأمم المتحدة الدعوة لوقف إطلاق النار في المقابل ردت السعودية بشن 300 غارة على اليمن خلال أسبوع واحد نهاية مارس/آذار، وإن ما يحدث من قبل الحوثيين هو رد وليس تصعيدا.

كما أشار إلى أن استعمال صاروخ "ذو الفقار" بالذات لضرب الرياض يحمل رسالة مشفرة للطرف السعودي، وأن هناك حديثا عن سقوط ضحايا أميركيين خلال القصف الحوثي الأخير للعاصمة السعودية.