ما وراء الخبر

بعد استدعاء بغداد سفير واشنطن.. العلاقات العراقية الأميركية إلى أين؟

ناقشت حلقة (2020/3/13) من برنامج “ما وراء الخبر” الرسالة التي يبعثها استدعاء بغداد سفيري واشنطن ولندن، وتساءلت عن مدى تقاطعها مع الموقفين الأميركي والإيراني من القصف؟
قال المحلل السياسي طالب الأحمد إن الخطوة الدبلوماسية العراقية الأخيرة ضرورية، وإنه وجب على الحكومة الإقدام عليها مهما كانت جدواها، مؤكدا أن بغداد تحت ضغط كبير من الرأي العام والنخب السياسية، وتقديمها شكوى إلى مجلس الأمن لن يغير شيئا في المعادلة السياسية بالبلاد والمنطقة لكنه ذو رمزية.
 
وأضاف الأحمد خلال تصريحاته في حلقة (2020/3/13) من برنامج "ما وراء الخبر" -التي ناقشت الرسالة من وراء استدعاء بغداد سفيري واشنطن ولندن- أن العراق ما زال يعيش "فوضى سياسية" بسبب التجاذبات الإقليمية والدولية، وسيبقى يدفع ثمن الصراعات الإيرانية الأميركية وصراعات على أرضه، وأنه لا خروج من هذا الحال إلا بتكريس سلطة الدولة على حساب "سلطة الأحزاب".
 
ووصف أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة طهران حسن أحمديان الموقف الإيراني بالقريب جدا من الموقف الرسمي العراقي، وأكد أن طهران في غنى عن مواجهات مع واشنطن في العراق، متهما الإدارة الأميركية بالبحث الدائم عن "الاستفزاز" من خلال ما تدعيه من مواجهة الخطر الإيراني في العراق وغيره.
 
من جانبه، أوضح الجنرال مارك كمت المستشار السابق لوزير الخارجية الأميركي أن واشنطن تتفهم قيام الحكومة العراقية بهذه "الرقصة الدبلوماسية"، وأن ضمان عدم إطلاق مليشيات إرهابية الصواريخ على القواعد العسكرية الأميركية مسؤوليتها الأساسية.

وحمل إيران المسؤولية عن قتل الجنود قوات التحالف، لأنها مصدر الأسلحة التي تنفذ بها الهجمات المسلحة، مشددا على أنه على طهران الضغط على "مرتزقتها بالعراق" حتى يتجنبوا مستقبلا مثل هذه العمليات التي تستهدف قوات التحالف الدولي.

وإجابة عن السؤال المتعلق بسبب عدم انسحاب القوات الأميركية من العراق رغم طلب البرلمان العراقي، قال كمت إن واشنطن لم تتلق أي طلب رسمي بالانسحاب، وما جاء من البرلمان ليس بالطريقة المناسبة لمثل هذه الطلبات، لأنه اقتصر على الكلام ولم يصدق على أي قوانين رسمية.
 
وردا على الجنرال تساءل الأحمد ساخرا "إذا كان البرلمان لا يمثل الشعب العراقي رسميا فمن يمثله؟"، مؤكدا أن الخطوة التي أقدمت عليها بغداد هي حركة رمزية وتعكس عن مفارقة سياسية نادرة تتمثل في كون بلد حليف يشتكي على حليفه الإستراتيجي.

وأضاف أن القصف الأميركي استهدف المدنيين ومطارات مدنية ومدنا لها رمزية في الوجدان الإسلامي مثل كربلاء، مؤكدا أن إدارة ترامب لا تعير أي أهمية للمواقف العراقية الرسمية ولا تتعامل مع العراق بما تقتضيه البروتوكولات الدبلوماسية، حيث التجأت إلى ردة فعل "عنيفة" دون أي تنسيق مع الحكومة العراقية التي سبق لها أن نددت بالهجمات الأخيرة.