ما وراء الخبر

هل يسعى بن سلمان للتحول من حكم العائلة إلى حكم الفرد؟

تساءلت حلقة (2020/3/11) من برنامج “ما وراء الخبر” عن مغزى إقدام ولي العهد السعودي على تغييرات في قطاعي الأمن والدفاع، تزامنا مع اعتقال عدد من كبار الأمراء؟
قال الكاتب والمحلل السياسي عمر عياصرة إن استمرار "عمليات التطهير" داخل المؤسسات والأجهزة الأمنية السعودية، دليل على وجود حالة "عدم يقين" وخوف وبحث مستمر عن البدائل لدى الحاكم، وتساءل: إلى متى سيبقى ولي العهد السعودي حبيس هذه "الفوبيا" والشعور بأن الجميع يستهدفونه؟
 
وأضاف عياصرة -خلال تصريحاته لحلقة (2020/3/11) من برنامج "ما وراء الخبر" التي تساءلت عن مغزى إقدام ولي العهد السعودي على تغييرات في قطاعي الأمن والدفاع تزامنا مع اعتقال عدد من كبار الأمراء- أن محمد بن سلمان يعيش مرحلة تشكك بالجميع، ويسعى للبقاء وحده في المشهد السياسي السعودي، لتغيير نمط الحكم من حكم العائلة إلى الفرد في ظل ردة فعل ضعيفة جدا من أفراد الأسرة الحاكمة.
     
وأوضح الكاتب الصحفي يوسف دياب أنه في حال ثبتت الأخبار المنشورة في بعض وسائل الإعلام، فإن ولي العهد السعودي بصدد تثبيت دعائم حكمه في المملكة، وهو ما يؤكد أن كل ما قيل عن تململ داخل أجهزة الأمن والأسرة الحاكمة بعد اعتقال الأمراء مؤخرا هو مجرد توقعات خاطئة.
 
من جانبه، أكد رئيس الحركة الإسلامية للإصلاح سعد الفقيه أن الاعتقالات العديدة في صفوف الأمن والجيش والحرس من المحسوبين على الأميرين أحمد بن عبد العزيز ومحمد بن نايف، تأتي من باب الاحتياط من ردة فعلهم، وأن الأسرة الحاكمة تشهد تململا وأغلب أفرادها في حالة انتظار بسبب الجهود الأميركية لإطلاق سراح الأمراء، مضيفا أن السفير الأميركي في الرياض بصدد متابعة الوضع بدقة، وأنه يعتقد أن محمد بن سلمان "متهور وخطير".
 
وأشار الفقيه إلى أن ولي العهد السعودي ضرب "الاحترام الشكلي" للعلماء وشيوخ القبائل، حيث تجرأ على إهانة عدد من أعضاء هيئة العلماء ووبخهم "كالأطفال"، مشددا على انتهاجه سياسة تنهي التوازنات المعهودة داخل الأسرة الحاكمة من خلال توزيع المسؤوليات الأمنية من داخلية وحرس وجيش بين أفرادها.
 
وإجابة عن سؤال عن تأثير انخفاض أسعار النفط على خطط محمد بن سلمان، قال الفقيه إن ولي العهد أصدر توجيهاته بوقف اعتماد تمويل عدة مشاريع والإبقاء فقط على الرواتب دون أي امتيازات وعلاوات، متوقعا فرض مزيد من الضرائب وارتفاع أسعار الخدمات والوقود، لأن السعودية لا تستطيع "تحمل" سعر النفط تحت الخمسين دولارا، متسائلا عما إذا كان الشعب سيتحمل تبعات إجراءات التعويض بالميزانية العامة على حسابه؟