ما وراء الخبر

بعد قتل الجنود الأتراك في إدلب.. إلى أين تتجه العلاقة بين تركيا وروسيا؟

ناقشت حلقة (2020/2/28) من برنامج “ما وراء الخبر” استهداف الجنود الأتراك في إدلب، وتساءلت: ما دلالة انسداد التفاهم بين تركيا وروسيا، وما المسارات التي يمكن أن يأخذها التصعيد الراهن بينهما؟

قال الكاتب والباحث السياسي الدكتور علي باكير إن الجانب الروسي يحاول التنصل من عملية قتل الجنود الأتراك في إدلب، لأن العملية تعتبر إعلان حرب ضد تركيا وهو ما يخول تركيا الطلب من الناتو التدخل لحمايتها، الأمر الذي تتجنبه روسيا.

وأضاف في تصريحات لحلقة (2020/2/28) من برنامج "ما وراء الخبر" أن الهدف من العملية رفع التكاليف على تركيا في حال رفضت المفاوضات وذهبت إلى تنفيذ مخططها القاضي بتراجع قوات النظام السوري حسب اتفاق سوتشي.

وتابع أن أنقرة منفتحة على الحوار مع موسكو، لكن الأخيرة ترفض ذلك، وفي حال تحركت تركيا على الأرض فقد يصل الوضع بين البلدين إلى الصدام العسكري، الأمر الذي لا يريده الطرفان.

ولا يعول بكير على اجتماع مجلس الأمن الدولي المقبل وقال إنه سيكتفي بإدانة ما حدث في إدلب، لكن تركيا بحاجة إلى موقف أكثر صرامة من حلفائها.

بالمقابل، قال الخبير بالمجلس الروسي للعلاقات الدولية نيكولاي سوركوف إن روسيا لم تتعمد مهاجمة القوات التركية في إدلب، والدليل على ذلك أن نقاط المراقبة التركية لم يتم المساس بها، وروسيا لا تريد التصعيد، وقد اتصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإيجاد حل سياسي.

واستغرب من إصرار الرئيس التركي بأن ما حدث في إدلب كان يتعمد قتل الجنود الأتراك، وتابع أن روسيا ستتجنب الصدام مع تركيا في سوريا إلا في حال تعرضت قواعدها ومعداتها للخطر من قبل تركيا، و "روسيا متفهمة تماما لمخاوف الأتراك"، كما أن موسكو لا تريد انسحاب أنقرة من إدلب لكنها تطالبها الالتزام باتفاق سوتشي.

ويعتقد أن روسيا تسعى لإعادة إعمار سوريا في الوقت الحالي وهي تبحث عن شركاء حاليا، وترى في دول الخليج ممولا لإعادة الإعمار، وبعد المواجهة الأخيرة لم تعد ترى في تركيا شريكا في إعادة الإعمار، ولا حل في إدلب إلا بتقسيمها إلى منطقتين الأولى بإدارة تركية، والثانية بإدارة روسية.

من جهته، يرى أستاذ النزاعات الدولية بمعهد الدوحة للدراسات العليا إبراهيم فريحات أن المسؤول عن قتل الجنود الأتراك هي روسيا، لإرسال رسالة مفادها أن عملية المفاوضات متعثرة، والهدف من العملية الضغط على أردوغان من أجل الرضوخ للمطالب الروسية.

وأضاف أن الضربة جاءت لتجبر تركيا على القبول بالشروط الروسية خصوصا أن حلفاء أنقرة لم يتحركوا لحمايتها، وتصريحات الناتو وأميركا ما هي إلا حملة علاقات عامة.

وتابع أن الحملة الروسية في إدلب لا تتعلق باتفاق سوتشي وإنما الهدف هو تصفية قضية إدلب، وسعي روسيا إلى البدء بإعادة إعمار سوريا، وقد زار وفد من المخابرات الروسية الإمارات، للحديث حول إعادة الإعمار.

ويرى أن أميركا لن تتدخل بجدية لأن إدلب لا تعنيها بشكل مباشر، أما الأوروبيون فموقفهم ضعيف حتى اللحظة وسيخسرون في حال حصلت معركة في إدلب وتدفق اللاجئون إلى سواحل أوروبا.