ما وراء الخبر

ألم تكتف بالأسلحة الأميركية؟.. لماذا تتوسل السعودية الأسحلة الألمانية؟

ناقشت حلقة الاثنين (2020/2/17) من برنامج “ما وراء الخبر” طلب وزير الخارجية السعودي من ألمانيا رفع حظر التسليح عن السعودية بدعوى حاجتها للدفاع عن نفسها، وتساءلت: لماذا تتوسل الرياض برلين؟

استبعد الدبلوماسي الألماني السابق غونتر مولك أن تستجيب ألمانيا لطلب السعودية رفع الحظر عن بيع الأسلحة لها، ورفض تبريرات الرياض بحاحتها إلى السلاح بهدف الدفاع عن النفس، مشيرا إلى امتلاكها كميات ضخمة من الأسلحة الأميركية ومنظومات الدفاع الجوية، فضلا عن وجود القوات الأميركية في السعودية والمنطقة لحمايتها.

واعتبر مولك في تصريحات لحلقة الاثنين (2020/2/17) من برنامج "ما وراء الخبر"، أن طلب وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان من ألمانيا رفع حظر بيع الأسلحة عن بلاده غير منطقي ولا مبرر، مؤكدا أن حجة الدفاع عن النفس لم تعد تنطلي على أحد.

وحذر السعودية من استخدام عدائها مع إيران للحصول على الأسلحة الألمانية، وقال إن برلين لن تقبل أن تتجه الرياض بعدائية ضد طهران، مما يؤدي إلى تأجيج الصراع في المنطقة.

من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي عمر عياصرة إن الأسلحة الضخمة التي تمتلكها السعودية ومنظومات الدفاع الجوي التي اشترتها بمئات المليارات من الدولارات، لم تمكّنها من حماية نفسها في مواجهة طائرات الحوثيين المسيرة، ولم تحقق لها أي انتصار، متسائلا في الوقت ذاته عن سبب إصرارها على مواصلة التسلح وإنفاق المزيد من الأموال، في الوقت الذي تستعين فيه بآلاف الجنود الأميركيين لحمايتها.

بدوره دافع الكاتب والمحلل السياسي يوسف دياب عن حق الرياض في امتلاك الأسلحة والدفاع عن نفسها لمواجهة الخطر الذي يتهددها، في إشارة إلى إيران وهجمات الحوثيين على أرامكو.

هل تقبل ألمانيا؟
واستبعد الدبلوماسي الألماني موافقة بلاده على بيع أسلحتها مجددا للسعودية، نظرا لإجماع الحزبين الاشتراكي والمسيحي على رفض هذا الأمر، والمعارضة الشديدة للرأي العام الألماني، بسبب الجرائم التي ترتكبها الرياض في حق المدنيين من خلال الحرب التي تخوضها في اليمن.

وأشار غونتر إلى أن ألمانيا -وتحت الضغط الفرنسي والبريطاني- وافقت على إعادة بيع الأسلحة مشتركة التصنيع للسعودية، لكنها لن تقبل ببيع الرياض الأسلحة الألمانية الخالصة.

كما استبعد عياصرة أن تنجح ما اعتبرها "كربلائيات وبكائيات" الوزير السعودي في إقناع ألمانيا بالعدول عن موقفها، مبررا التوسل السعودي بأسباب سياسية تتمثل في رغبة الرياض في تجاوز الآثار السلبية التي ألحقتها بها الحرب التي تخوضها في اليمن منذ سنوات والجرائم الإنسانية التي ارتكبتها هناك.

لكن الكاتب دياب أبدى تفاؤلا بتغير الموقف الألماني، وقال إن الحظر سينتهي الشهر المقبل، مشيرا إلى تراجع ألمانيا السابق عن قرارها حظر بيع الأسلحة المشتركة الصنع مع بريطانيا وفرنسا للسعودية.