ما وراء الخبر

هذا ما يهدد نجاح هدنة الأسبوع التي أعلنتها واشنطن مع طالبان

سلط برنامج “ما وراء الخبر” بتاريخ (2020/2/15) الضوء على إعلان الإدارة الأميركية التوصل لاتفاق هدنة لمدة أسبوع مع حركة طالبان في أفغانستان، وتساءل عن فرص نجاح التهدئة وتطورها لسلام شامل.

قلل الكاتب والمحلل السياسي الباكستاني علي مهر من أهمية إعلان الإدارة الأميركية التوصل إلى اتفاق هدنة وتهدئة مع حركة طالبان لمدة أسبوع، واستبعد أن تؤدي هذه التهدئة -لو حدثت- إلى تحقيق السلام المنشود بأفغانستان.

وأشار مهر في تصريحات لبرنامج "ما وراء الخبر" بتاريخ (2020/2/15) إلى أن الإدارة الأميركية هي التي أعلنت عن التوصل إلى هذه التهدئة، في حين لم يصدر أي تعليق بالنفي أو الإيجاب عن حركة طالبان الطرف الثاني المعني بالتهدئة.

وبحسب مهر، فإن من أبرز ما يعيق التوصل إلى تهدئة بين واشنطن وحركة طالبان هو أن طبيعة الحركة قتالية بالمجمل وليست سياسية، مشيرا إلى استعانة طالبان بالملا عبد الغني عندما أرادوا خوض محادثات سياسية، وتحدث عن انقسامات في الآراء بين المكتب السياسي للحركة في العاصمة القطرية الدوحة وبين قوات الحركة التي تقاتل على الأرض، والتي قال إنها لا ترى أنها مضطرة أن تستجيب لإملاءات وشروط واشنطن للسلام.

وفي هذا الصدد، أشار مهر إلى أن مقاتلي طالبان يريدون أولا أن يتم التوصل إلى اتفاق سلام مع الولايات المتحدة، وترفع الحركة بموجبه عن قائمة الإرهاب الأميركية، وبعد ذلك يبدأ الحديث عن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى.

من جانبه، أقر الخبير الأمني والعسكري في مؤسسة "ويكي سترات" ريتشارد وايتز بوجود انقسامات في المواقف داخل طالبان، ورأى أن أكثر ما يهدد التهدئة لمدة أسبوع هو وجود مقاتلين من قوات تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان، وأن "السياسيين في طالبان يخشون إذا اتفقوا مع الأميركيين أن يغضب بعض المقاتلين بالحركة وينضموا لتنظيم الدولة الإسلامية".

لكن المحلل السياسي الأفغاني عبد الجبار مهير رفض الموافقة على وجود انقسامات داخل حركة طالبان التي قال إنها تجيد السياسة كما تجيد القتال، مشيرا إلى نجاح اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصل إليه المكتب السياسي للحركة خلال عيد الفطر الماضي، واتهم الرئاسة الأفغانية وبعض الدول الإقليمية بالسعي لإلصاق تهمة الإرهاب بالحركة وتصويرها بأنها لا فكر أو إستراتيجية واضحة لها.

واعتبر مهير أن التهدئة لمدة أسبوع هي بمثابة اختبار نوايا لطرفي التهدئة، سواء الأميركيون أو طالبان.

وبشأن السيناريوهات المتوقعة في حالة نجاح أسبوع التهدئة، توقع واينز أن يؤدي ذلك للتوصل إلى اتفاق سلام بين طالبان وواشنطن، وأن تبدأ الحركة بعد ذلك مفاوضات مع الحكومة الأفغانية، بما يمهد الطريق لسحب جزء من القوات الأميركية من أفغانستان.