
حفتر يراوغ عسكريا..هل هي محاولته الأخيرة أم مساع لإفشال الجهود السياسية؟
جاء ذلك ضمن تصريحاته لحلقة الأحد من برنامج "ما وراء الخبر" (2020/12/6) الذي تساءل عن أهداف قوات حفتر من التحركات التي أقدمت عليها في محيط مدينة سرت عشية انعقاد البرلمان الليبي سعيا لإنهاء الانقسام السياسي.
من جهته، رأى بسيكري أن هناك علاقة واضحة بين تحركات حفتر وما يجري من حراك سريع على المسار السياسي، وهو أمر غير مطمئن لحفتر.
وأشار إلى أنه تم إصدار تعميم مؤكد وصل للغرفة المسؤولة عن العمليات العسكرية في منطقة سرت -التابعة لقوات حفتر- برفع مستوى التأهب والاستعداد. وهو ما يؤكد حالة القلق لدى حفتر، ولذلك يريد إرسال رسالة مفادها استمرار حضوره العسكري وقدرته على قلب الطاولة بقوة السلاح.
من جانبه، ذهب الموساوي العجلاوي الباحث في مركز أفريقيا والشرق الأوسط للدراسات إلى أن المقاربة العسكرية انتهت في ليبيا، حيث إن حفتر استنفد كل المرامي العسكرية الممكنة.
أما الآن فقد تم الانتقال إلى مرحلة المسار السياسي، مشيرا إلى أن بعض التحركات أمر طبيعي رغبة من قوات حفتر أن تظل في الواجهة، ولكن مع دور الأمم المتحدة والدول الإقليمية أصبح الملف الليبي يبحث عن طبقة سياسية وفاعلين جدد ومقاربات جديدة، ولذلك شدد أن ما يحتاجه الملف الليبي هو الثقة وعدم السقوط في هذه الجزئيات.
وهو ما عارضه بشأنه بسيكري الذي قال إنه لا يمكن عدّها مجرد جزئيات، ولا يمكن تقييمها بمنطق السياسي العسكري الذي يدرك متى يستخدم القوة ويستثمر نتائجها في مسار عسكري، فحفتر مسكون باستخدام القوة لفرض واقع عسكري.
ورأى العجلاوي أنه لا ينبغي تضخيم الأمر لدرجة اعتبار أن هذا التحرك العسكري قد يكون قادرا على تغيير المسارات السياسية، مشيرا إلى أنه كان هناك حديث حرب وصراع عسكري ثم تحول الأمر إلى البحث عن حل سياسي. ولذلك ينبغي ربط أي تحرك عسكري أو موقف مناقض لأي بحث عن حل سياسي مع طبيعة المرحلة التي يمر بها الملف الليبي.
وأضاف أن العالم العربي ينتظر بشغف المرور إلى مسارات جديدة، حيث يمكن لمجلس النواب ومجلس الدولة المصادقة على كل القرارات المتعلقة بالأجهزة التنفيذية للمرحلة الانتقالية المقبلة.
يذكر أن ما أقدمت عليه قوات حفتر من تحركات عسكرية وما نتج عنها من مناوشات مع قوات حكومة الوفاق جاء عشية عشية عقد مجلس النواب الليبي جلسة رسمية تهدف إلى تصحيح وضعه، وإنهاء الانقسام، وتعديل لوائحه الداخلية بما يسمح بإجراء انتخاب لرئاسته.
وكانت قوات حكومة الوفاق الليبية في المنطقة العسكرية (سبها) قد قالت إن قوات تابعة لحفتر حاولت الدخول إلى معسكر غرفة العمليات المشتركة في مدينة أوباري جنوب غربي ليبيا، في أحد تحركاتها العسكرية التي تتزامن مع انعقاد البرلمان الليبي ضمن جهود إنهاء الانقسام في البلاد.