ما وراء الخبر

تفجير مطار عدن.. الأبعاد والرسائل والتأثيرات

قال القيادي في المقاومة الجنوبية اليمنية عادل الحسني إنه ينبغي قراءة الهجوم على مطار عدن ضمن سلسلة من الحوادث، متسائلا عمّن سبق أن طرد الحكومة الشرعية من عدن واستهدف الجيش الوطني؟

وأوضح الحسني -في حديث لحلقة (2020/12/30) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن إجابات هذه الأسئلة لا تخفى على أحد، وهي أن الإمارات -الطرف في التحالف- استهدفت الحكومة والجيش وقيادات الدولة والمقاومة وأكثر من 30 مسجدا، وزجّت بالمدنيين في سجون سرية، مؤكدا أنه ليس من مصلحة الإمارات إقامة دولة في عدن التي تشكل مطمعا لها، إضافة إلى العديد من السواحل والموانئ.

من جهته، قال المتحدث باسم مكتب المجلس الانتقالي الجنوبي في لندن صالح النود إن استهداف مطار عدن في اليمن جاء من قِبل أطراف لا تريد لاتفاق الرياض أن يمضي، مشيرا بأصابع الاتهام إلى الحوثيين في المقام الأول.

وأضاف النود أن هناك أيضا فصيلا داخل الشرعية أعلن بكل وضوح رفضه لاتفاق الرياض، وأنه سيعمل على إفشاله، متهما في هذا الصدد حزب الإصلاح.

وأكد النود أن الهجوم لن يزيدهم إلا إصرارا على العمل على تنفيذ اتفاق الرياض، معتبرا أن الجهة التي تقف وراء التفجيرات لا تريد للجنوب الخير أو الاستقرار.

في المقابل، قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني أحمد المؤيد إن حكومة صنعاء -في إشارة إلى سلطة الحوثيين- لا تنقصها الشجاعة للإعلان عن مسؤوليتها عن الهجوم إن كانت تقف وراءه.

وأضاف أن الإمارات لن تسمح بوجود الحد الأدنى من رموز الدولة في عدن، لأنها لا تريد إلا استمرار الفوضى في الجنوب، ومن ثم تعزز سيطرتها على سقطرى، وهو ما يسمح لها بتحقيق مآربها عبر أدواتها في الجنوب، إضافة إلى إقامة قاعدة إسرائيلية، على حد قوله.

وكانت انفجارات قد هزّت صالة مطار عدن وأعقبتها اشتباكات وإطلاق نار بعد لحظات من وصول أعضاء الحكومة اليمنية إلى المدينة، مما أوقع العشرات بين قتيل وجريح.

وقالت مصادر للجزيرة إن قوات الأمن أغلقت محيط المطار عقب الانفجارات، وإن رئيس الوزراء اليمني وأعضاء الحكومة نقلوا إلى قصر المعاشيق.

وفي حين سارع وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني إلى اعتبار الحوثيين مسؤولين عما حدث، أحجمت قيادات حكومية أخرى عن تحديد المسؤول عن التفجيرات، بل إن القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك اعتبر اتهام الحوثيين بالمسؤولية عما حدث أمرا سابقا لأوانه.

من جهته، وصف رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك الهجوم بـ"الغادر والجبان والإرهابي"، وأوضح أنه يضع الحكومة في قلب مسؤولياتها، وهي: إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة ونشر الاستقرار والأمن، وأضاف أن الحكومة باقية في عدن لممارسة مهامها مسنودة بإرادة من الشعب.

في المقابل، نفى عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي محمد البخيتي مسؤولية الجماعة عن الانفجار، معتبرا اتهام الحوثيين بتنفيذ الهجوم محاولة للزج بالجماعة في ما وصفه بالصراع بين المرتزقة في عدن.