ما وراء الخبر

غاز وديون.. جانب من تعقيدات علاقة طهران ببغداد

قالت الباحثة بمركز الجزيرة للدراسات الخبيرة بالشأن الإيراني فاطمة الصمادي إن ملف الطاقة في علاقات العراق بإيران ليس جديدا، لكنه أخذ أبعادا جديدة مؤخرا أهمها محاولات الحد من التدخل الإيراني في العراق.

وأشارت الصمادي -في حديثها لحلقة (2020/12/29) من برنامج "ما وراء الخبر"- إلى مقابلة نشرت قبل أيام مع أول سفير لإيران في العراق بعد سقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين، تحدّث فيها عمّا أسماه "دبلوماسية الطاقة" باعتبارها أداة مهمة للأمن القومي الإيراني في علاقة طهران ببغداد.

وأضافت أن طهران سعت -جراء العقوبات الأميركية- لربط مصالحها الاقتصادية بالعراق، خصوصا تلك المتعلقة بمشاريع الطاقة، ومن ذلك إنشاء شركة نفط مشتركة وغيرها.

ورأت أن إيران تنبهت لوجود مخطط للحد من نفوذها في العراق، ومن ذلك الضغط الأميركي على الحكومات العراقية المتعاقبة لإعادة العلاقات الاقتصادية مع السعودية، وخصوصا ما يتعلق بمشاريع الطاقة، الأمر الذي دفع بطهران للضغط عبر ملف الطاقة الذي تعتبره مسألة أمن قومي.

من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد عبد الجبار أحمد إن الحكومات العراقية المتعاقبة فشلت في التعامل مع ملف الطاقة، مشيرا إلى أنه تمّ إهدار الكثير من الأموال، بينما يعاني المواطن من إخفاقات في ملف الطاقة والكهرباء.

وأضاف أحمد أن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي يحاول إيجاد توازن في العلاقات الخارجية بين واشنطن وطهران، لكنه في حرج إستراتيجي.

إعلان

وأشار إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب -رغم عقوباته القاسية على إيران- سمح للعراق باستيراد الكهرباء من طهران، بسبب طبيعة العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والجغرافية والأمنية والعسكرية بين البلدين.

وغداة مباحثات أجراها في طهران وفد عراقي برئاسة مستشار رئيس الوزراء، استقبلت بغداد وزير الطاقة الإيراني رضا أردکانیان على خلفية تخفيض إيران أكثر من 90% من صادراتها من الغاز إلى العراق، بسبب تأخر دفع الاستحقاقات.

بيد أن الوزير الإيراني -الذي أبلغ رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي تعهد طهران باستئناف ضخ الغاز- لم يكتف بالحديث عن الملف المتصل بتخصص وزارته، وإنما نقل إليه كذلك -بحسب مكتب الكاظمي- تأييد الرئيس الإيراني حسن روحاني خطوات الحكومة العراقية الأمنية ضد السلاح المنفلت.

ويعكس هذا الأمر حجم التداخل في علاقات العراق بإيران التي يعتمد عليها حاليا في إنتاج أكثر من نصف احتياجاته من النفط، ويدين لها بنحو 5 مليارات دولار، كمتأخرات عن وارداته من الغاز الإيراني.