ما وراء الخبر

وفد رسمي عراقي في طهران.. هل تفلح جهود الكاظمي في تخفيف التوتر؟

قال أستاذ دراسات الخليج وإيران بجامعة قطر، محجوب الزوري، إن زيارة الوفد العراقي إلى طهران تترجم القلق الذي تشعر به بغداد من أن يتم استغلال أراضيها في مهاجمة المصالح الأميركية.

وأضاف في حديثه لحلقة (2020/12/28) من برنامج "ما وراء الخبر" أن الهجمات الأخيرة على المنطقة الخضراء ببغداد دفعت طهران لإرسال قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني إلى العراق، من أجل الحديث مع المليشيات الموالية لإيران للكف عن مهاجمة المصالح الأميركية في العراق، كي لا تفسر واشنطن أي هجمات بأنها أتت عبر أوامر إيرانية.

وتابع أن حالة القلق الإيرانية من المدة المتبقية للرئيس الأميركي دونالد ترامب دفعتها إلى التعامل بإيجابية وحرص مع حديث الحكومة العراقية بأنه لا مجال للتصعيد في الوقت الحالي، كما أن إيران تسعى لإرسال رسالة للكاظمي بأنه لا يمكنه الخروج عن السياسة التي رسمتها للعراق.

وأشار إلى أن إيران ستسمح للكاظمي بإجراء بعض تغييرات تتعلق بالصالح العام العراقي وتخفف من حدة الاحتقان بالمنطقة، لكنها لن تسمح له بتغيير كل قواعد اللعبة في العراق، لأنها تنظر إليه كحديقة خلفية منذ سقوط نظام الرئيس العراقي صدام حسين عام 2003.

وقالت إيران إن وفدًا عراقيًا برئاسة أبو جهاد الهاشمي، مستشار رئيس الوزراء العراقي، وصل إلى طهران يوم الأحد. وكانت مصادر عراقية أكدت -للجزيرة- أن الوفد يحمل رسالة من رئيس الحكومة، مصطفى الكاظمي، إلى طهران، في الزيارة التي تأتي وسط تجاذبات بين الكاظمي وفصائل عراقية تتهم بموالاة إيران.

إعلان

بدوره قال أستاذ العلاقات الدولية، حسن البراري، إن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لا ينتمي إلى أي تكتل من الكتل السياسية الكبرى في العراق يجعله في مواجهة مع المليشيات التي تدين بالولاء لإيران، كونه يعمل بمنطق الدولة ويجب إخضاع كل المكونات لسلطة الدولة العراقية.

وأضاف أنه في حال تمكن الكاظمي من إخضاع كل المكونات سيتمكن من سحب البساط من إيران في العراق، لكنه لا يتوقع أن تسمح طهران بحدوث ذلك لأنه يعني خروجها تماما من العراق، منوها بأن زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى واشنطن مكّنته من ترتيب العديد من الأوراق مع المؤسسات الأميركية.

وتابع أن رسائل الكاظمي لإيران غايتها واضحة بأن العراق ليس ساحة لتصفية الحسابات بين واشنطن وطهران، بالإضافة إلى هدفه الجلي باستعادة الدولة العراقية وهو الأمر الذي تتفق فيه العديد من الأطراف الشيعية في العراق، كما أنه يسعى للاستفادة من التململ الشيعي إزاء التدخل الإيراني.

وكان الكاظمي قد جدد تشديده على عدم السماح للسلاح المنفلت بالتحرك وتهديد حرية المواطنين وأمنهم، وأكد أهمية استعادة ثقة الشعب بالدولة والنظام السياسي والآليات الديمقراطية. ويأتي هذا في وقت أصدرت فيه محكمة عراقية في بغداد مذكرة توقيف بحق أبو علي العسكري، المسؤول الأمني لكتائب حزب الله في العراق، على خلفية نشره تغريدة عبر تويتر عُدّت تهديدًا لرئيس الوزراء.